|
هذه عقيدتك
الباب السادس البدع
ويتضمن الفصول التالية :
الفصل الأول : تعريف البدعة - أنواعها - أحكامها .
الفصل الثاني : ظهور البدع في حياة المسلمين ، والأسباب التي أدت إليها .
الفصل الثالث : موقف الأمة الإسلامية من المبتدعة ، ومنهج أهل السنة والجماعة في الرد عليهم .
الفصل الرابع : في الكلام على نماذج من البدع المعاصرة وهي :
1 - الاحتفال بالمولد النبوي .
2 - التبرك بالأماكن والآثار والأموات ، ونحو ذلك .
3 - البدع في مجال العبادات والتقرب إلى الله .
الفصل الأول تعريف البدعة ، أنواعها وأحكامها
1 - تعريفها : البدعة في اللغة :
مأخوذة من البدْع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق ، ومنه قوله تعالى : بديعُ السماوات والْأرْض .
أي مخترعها على غير مثال سابق ، قوله تعالى : قُلْ ما كُنْتُ بدْعا من الرُسُل .
أي : ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد ، بل تقدمني كثير من الرسل .
ويقال : ابتدع فلان بدعة ، يعني : ابتدأ طريقة لم يسبق إليها .
والابتداع على قسمين :
ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة ، وهذا مباح ؛ لأن الأصل في العادات الإباحة .
وابتداع في الدين ، وهذا مُحرم ؛ لأن الأصل فيه التوقيف ، قال - صلى الله عليه وسلم - : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .
2 - أنواع البدع :
البدعة في الدين نوعان :
النوع الأول : بدعة قولية اعتقادية ، كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة ، وسائر الفرق الضالة ، واعتقاداتهم .
النوع الثاني : بدعة في العبادات ، كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها ، وهي أقسام :
القسم الأول : ما يكون في أصل العبادة : بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صياما غير مشروع أصلا ، أو أعيادا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها .
القسم الثاني : ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة ، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلا .
القسم الثالث : ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة ؛ بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مُطربة ، وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
القسم الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .
الفصل السادس في النهي عن سب الصحابة وأئمة الهدى
1 - النهي عن سب الصحابة :
من أصول أهل السنة والجماعة : سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى : والذين جاءُوا منْ بعْدهمْ يقُولُون ربنا اغْفرْ لنا ولإخْواننا الذين سبقُونا بالْإيمان ولا تجْعلْ في قُلُوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءُوف رحيم .
وطاعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله : لا تسبُوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحُد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه .
ويتبرءون من طريقة الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة - رضي الله عنهم - ويبغضونهم ، ويجحدون فضائلهم ، ويكفرون أكثرهم .
وأهل السنة يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ، ويعتقدون أنهم خير القرون ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : خيركم قرني ... الحديث .
ولما ذكر - صلى الله عليه وسلم - افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وأنها في النار إلا واحدة ، وسألوه عن تلك الواحدة ، قال : هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .
قال أبو زرعة - وهو أجل شيوخ الإمام مسلم - : إذا رأيت الرجل يتنقص امرأ من الصحابة ؛ فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن القرآن حق ، والرسول حق ، وما جاء به حق ، وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة ؛ فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسُنة ؛ فيكون الجرح به أليق ، والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق .
قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين : من سب أحدا من الصحابة مُستحلا كفر ، وإن لم يستحل فسق ، وعنه : يكفر مطلقا ، ومن فسقهم ، أو طعن في دينهم ، أو كفرهم كفر .
2 - النهي عن سب أئمة الهدى من علماء هذه الأمة :
يلي الصحابة في الفضيلة والكرامة والمنزلة : أئمة الهدى من التابعين وأتباعهم من القرون المفضلة ، ومن جاء من بعدهم ممن تبع الصحابة بإحسان ، كما قال تعالى : والسابقُون الْأولُون من الْمُهاجرين والْأنْصار والذين اتبعُوهُمْ بإحْسانٍ رضي اللهُ عنْهُمْ ورضُوا عنْهُ . . الآية .
فلا يجوزُ تنقصهم وسبهم ؛ لأنهم أعلام هدى ، فقد قال تعالى : ومنْ يُشاقق الرسُول منْ بعْد ما تبين لهُ الْهُدى ويتبعْ غيْر سبيل الْمُؤْمنين نُوله ما تولى ونُصْله جهنم وساءتْ مصيرا .
قال شارح الطحاوية : ( فيجبُ على كل مسلم بعد مُوالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين ، كما أطلق القرآن ، خصوصا الذين هُم ورثة الأنبياء ، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم ، يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر ، وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم .
فإنهم خُلفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمته ، والمحيون لما مات من سنته ، فبهم قام الكتاب وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا ، وكلهم متفقون اتفاقا يقينا على وجوب اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن : إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه ، فلا بد له في تركه من عذر ) .
وجماع الأعذار ثلاثة أصناف :
أحدها : عدم اعتقاده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله .
الثاني : عدم اعتقاده أنه أراد تلك المسألة بذلك القول .
الثالث : اعتقاده أن الحكم منسوخ .
فلهم الفضل علينا والمنة ؛ بالسبق وتبليغ ما أرسل به الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلينا ، وإيضاح ما كان منه يخفى علينا ، فرضي الله عنهم وأرضاهم ربنا اغْفرْ لنا ولإخْواننا الذين سبقُونا بالْإيمان ولا تجْعلْ في قُلُوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءُوف رحيم .
والحط من قدر العلماء بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من بعضهم هو من طريقة المبتدعة ، ومن مُخططات أعداء الأمة ؛ للتشكيك في دين الإسلام ، ولإيقاع العداوة بين المسلمين ، ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها ، وبث الفرقة بين الشباب والعلماء ، كما هو الواقع الآن ، فليتنبه لذلك بعض الطلبة المبتدئين ؛ الذين يحطون من قدر الفقهاء ؛ ومن قدر الفقه الإسلامي ، ويزهدون في دراسته ، والانتفاع بما فيه من حق وصواب ، فليعتزوا بفقههم ، وليحترموا علماءهم ؛ ولا ينخدعوا بالدعايات المضللة والمغرضة . والله الموفق .
Aujourd'hui sont déjà 1 visiteurs (28 hits) Ici!
|
|
|