WELCOME TO WEB IKHWAN MAROC
 
Page d'accueil
chat
dardecha avec fadwa
Contact
rakeb wa faker
الألغــــــــاز
لغز,, وجائزه
الثقافة الجنسية
احوال الطقس حول العالم
قسم التعريفات لأجهزة الكمبيوتر
معظم للوحة
الصحف والمجلات العربية والاجنبية
القرآن الكريم
الدعاء
تفسير الاحلام
الطب البديل والاعشاب
نقشاً للأسم
أخبار منوعة حول العالم
أدخل تاريخ ميلادك
أعرف وزنك
التلاوات الخاشعة
ولك أن تعجب
إفرازات المرأة
صفة الصلاة
صفة الوضوء
صفة الحج
قسم فتاوى فقهية.
فتاوى نسائية رمضانية
هذه عقيدتك
فتاوى علماء
الفتاوى الشرعية
ايها المعاكس للفتيات
مواضيع اجتماعية
أدعــيــة - Ad'iyae
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
  فيلم البنات لازم تتجوز - للكبار فقط
rokiaa
Love Meter
NOORSAMIR GROUP
Titre de la nouvelle page
 

فتاوى نسائية رمضانية


س1: ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم؟
ج1: من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل. فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم. والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أُرز أو غير ذلك . أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه.
[الشيخ ابن باز -رحمه الله]

س2: منذ عشر سنوات تقريباً كان بلوغي من خلال إمارات البلوغ المعروفة، غير أنني في السنة الأولى من بلوغي أدركت رمضان ولم أصمه فهل يلزمني الآن قضاءُه؟ وهل يلزمني زيادة على القضاء كفارة؟
ج2 : يلزمك القضاء لذلك الشهر الذي لم تصوميه مع التوبة والاستغفار، وعليك مع ذلك إطعام مسكين لكل يوم مقداره نصف صاع من قوت البلد من التمر أو الأرز أو غيرهما إذا كنت تستطيعين. أما إن كنتِ فقيرة لا تستطيعين فلا شيء عليكِ سوى الصيام.
[الشيخ ابن باز -رحمه الله]


س3: إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتُصلي أم لا؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتُصلي أم لا؟
ج3: إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغُسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها. فإن عاد عليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء وصارت في حكم النُفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين. فإذا طهرت قبل الأربعين  أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها. وإن استمر معها الدم بعد الأربعين  فهو دم فساد لا تدع من أجله الصلاة ولا  الصوم بل تُصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يُخفف عنها الدم من القطن أو نحوه وتتوضأ لوقت كل صلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية، أعني الحيض فإنها تترك الصلاة.

[الشيخ ابن باز -رحمه الله]


س4: هل يجوز تأخير غُسل الجنابة إلى طلوع الفجر؟ وهل يجوز للنساء تأخير غُسل الحيض أو النُفساء إلى طلوع الفجر؟
ج4: إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم ولا مانع من تأخير الغُسل إلى بعد طلوع الفجر، ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع  الشمس. ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يُدرك صلاة الفجر مع الجماعة.

[الشيخ ابن باز -رحمه الله]

س5: ماذا على الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان؟ وماذا يكفي إطعامه من الأرز؟
ج5: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا لعذر، فإن أفطرتا لعذر وجب عليهما قضاء الصوم لقوله تعالى في المريض: { وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }. [البقرة: 184] وهما بمعنى المريض. وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم من البر أو الأرز أو التمر أو غيرها من قوت الآدميين وقال بعض العلماء ليس عليهما سوى القضاء على كل حال لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها وهذا مذهب أبي حنيفة وهو قوي.

[الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله]


س6: امرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم. هل يجوز لها أن توزع نقوداً بدل الصوم؟
ج6: الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني، لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني لعذر ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم، وإن كانت ترضع فإن الله يقويها على أن تقضي رمضان الثاني فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني.

[الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله]

س7: تعمد بعض النساء إلى أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية - الحيض - والرغبة في ذلك حتى لا تقضي فيما بعد. فهل هذا جائز؟ وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء؟
ج7: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها هذه الحكمة تُناسب طبيعة المرأة فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " هذا بغض النظر عما تُسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملون هذه الحبوب والحمد لله على قدره وحكمته إذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم.

[الشيخ ابن عثيمين رحمه الله]


س8: أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة وأنا لم أصم ولم أصلِ تكاسلاً ووالديَّ ينصحانني ولكن لم  أبال. فما الذي يجب عليَ أن أفعله؟ علماً أن الله هداني وأنا الآن أصوم ونادمة على ما سبق؟
ج8: التوبة تهدم ما قبلها فعليكِ بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل من صلاة في الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقراءة قرآن ودعاء و الله يقبل التوبة من عبادة ويعفو ويعفو عن السيئات.

[الشيخ ابن باز رحمه الله]

س9: عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر. فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع؟
ج9: لا تعجلي حتى ترى القصة البيضاء التي يعرفها النساء وهيَ علامة الطهر، فتوقف الدم ليس هو الطهر وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة.

[الشيخ ابن باز -حمه الله]


س10: ما حُكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يوماً هل أصلي وأصوم؟
ج10: ما يخرج من المرأة بعد الولادة حُكمه كدم النفاس سواء كان دماً عادياً أو صفرة أو كدرة لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين. فما بعدها إن كان دماً عادياً ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس وإلا فهو دم استحاضة أو نحوه.

[الشيخ ابن باز -رحمه الله]


س11: هل يجوز لي أن أقرأ في كتب دينية ككتب التفسير وغيرها وأنا على جنابة وفي وقت العادة الشهرية؟
ج11: يجوز قراءة الجُنب والحائض في كُتب التفسير وكُتب الفقه والأدب الديني والحديث والتوحيد ونحوها وإنما منع من قراءة القرآن على وجه التلاوة لا على وجه الدعاء أو الاستدلال ونحو ذلك.

[الشيخ ابن باز -رحمه الله]
س12: ما حُكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية؟ فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هيَ سبعة أيام ولكن في بعض الأشهر يأتي خارج أيام الدورة ولكن بنسبة أقل جداً وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين فهل تجب عليَ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء؟
ج12: هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يُحسب من العادة فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تُصلي ولا تصوم ولا تمس المصحف ولا يأتيها زوجها في الفرج فإذا طهرت وانقطعت أيام عادتها واغتسلت فهيَ في حُكم الطاهرات ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدره فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها.

[الشيخ ابن باز -رحمه الله]

س13: عندما كنت صغيرة في سن الثالثة عشرة صُمت رمضان وأفطرت أربعة أيام بسبب الحيض ولم أخبر أحداً بذلك حياءً والآن مضى على ذلك ثمان سنوات فماذا أفعل؟
ج13: لقد أخطأتِ بترك القضاء طوال هذه المدة فإن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ولا حياء في الدين فعليكِ المبادرة بقضاء تلك الأيام الأربعة ثم عليكِ مع القضاء كفارة وهيَ إطعام مسكين عن كل يوم وذلك نحو صاعين من قوت البلد الغالب لمسكين أو مساكين.

[الشيخ ابن باز -رحمه الله]

س14: امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان، هل يكون دم حيض أو نفاس؟ وماذا يجب عليها؟
ج14: إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قُرب الوضع كالمخاض وهو الطلق  فليس بدم حيض ولا نفاس بل دم فساد على الصحيح وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتُصلي وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس تدع من أجله الصلاة والصوم ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة.

[اللجنة الدائمة للإفتاء]

س15: فتاة بلغ عمرها اثنى عشر أو ثلاثة عشر عاماً ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه. فهل عليها شيء أو على أهلها؟ وهل تصوم وإذا صامت فهل عليها شيء؟
ج 15: المرأة تكون مكلفة بشروط، الإسلام والعقل والبلوغ ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام نبات شعر خشن حول القبل أو بلوغ خمسة عشر عاماً فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها  وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شيء عليها.

[اللجنة الدائمة للإفتاء]

س16: هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها؟
ج16: لا يصح صوم الحائض و لا يجوز لها فعله فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التي أفطرتها بعد طهرها.

[اللجنة الدائمة للإفتاء]


س17: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم ويُعتبر يوماً لها أم عليها قضاء ذلك اليوم؟
ج17: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح ، أما إذا لم ينقطع إلا بعد تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم ولا يجزئها بل تقضيه بعد رمضان.

[الشيخ ابن باز رحمه الله]


س18: رجل جامع زجته بعد أذان الفجر بعد ما نوى الإمساك مرتين في كل يوم مرة علماً بأن زوجته كانت راضية بذلك ، وقد مضى على هذه القصة أكثر من خمس سنوات فما الحكم؟
ج18: على الزوج قضاء اليومين المذكورين وعليه كفارة الجماع في نهار رمضان مثل كفارة الظهار وهي عنق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وعلى زوجته مثل ذلك لأنها موافقة له عالمة بالتحريم.

[الشيخ ابن باز رحمه الله]

فتاوى رمضانية للشيخ بن عثيمين رحمه الله

س 1- هل لقيام رمضان عدد معين أم لا؟
ج 1 -ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب, فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج, ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج, ولكن العدد الأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة, فإن أم المؤمنين عائشة سُئلت: كيف كان النبي يصلي في رمضان؟ فقالت: لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة, ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع, وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين, خلاف ما يفعله الناس اليوم, يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه, والإمامة ولاية, والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح. وكون الإمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ, بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله من إطالة القيام والركوع والسجود والقعود حسب الوارد, ونكثر من الدعاء والقراءة و التسبيح وغير ذلك.

س 2 - بعض الأشخاص يأكلون والأذان الثاني يؤذن في الفجر لشهر رمضان, فما هي صحة صومهم؟
ج 2 - إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر يقيناً فإنه يجب الإمساك من حين أن يسمع المؤذن فلا يأكل أو يشرب.
أما إذا كان يؤذن عند طلوع الفجر ظناً لا يقيناً كما هو الواقع في هذه الأزمان فإن له أن يأكل و يشرب إلى أن ينتهي المؤذن من الأذان

س 3 - ما هو السفر المبيح للفطر ؟
ج 3 - السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو (83 )كيلو ونصف تقريباً ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر, ورسول الله -عليه الصلاة والسلام- كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة والسفر المحرم ليس مبيحاً للقصر والفطر لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة, وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله.

س 4 - خروج الدم من الصائم هل يفطر؟
ج 4 - النزيف الذي يحصل على الأسنان لا يؤثر على الصوم ما دام يحترز من ابتلاعه ما أمكن, لأن خروج الدم بغير إرادة الإنسان لا يعد مفطراً ولا يلزم من أصابه ذلك أن يقضي, وكذلك لو رعف أنفه واحترز ما يمكنه عن ابتلاعه فإنه ليس عليه في شيء ولا يلزمه قضاء.

س 5- ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان؟
ج 5- لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه لأن له جرماً يصل إلى المعدة وهو الدخان.

[ملاحظة: المرأة يحرّم عليها وضع العطر الذي يشمّه الرجل الأجنبي]

س 6 - هل يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها في الفراش وهو في رمضان؟
ج 6 - نعم يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها وهو صائم ,سواء في رمضان أو في غير رمضان, ولكنه إن أمنى من ذلك فإن صومه يفسد, فإن كان في نهار رمضان لزمه إمساك بقية اليوم ولزمه قضاء ذلك اليوم, وإن كان في غير رمضان فقد فسد صومه ولا يلزمه الإمساك لكن إذا كان صومه واجباً وجب عليه قضاء ذلك اليوم وإن كان صومه تطوعا فلا قضاء عليه.

س 7 - يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((تسحروا فإن في السحور بركة)). فما المقصود ببركة السحور؟
ج 7- بركة السحور المراد بها البركة الشرعية و البركة البدنية, أما البركة الشرعية منها امتثال أمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- والاقتداء به وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن وتقويته على الصوم.

س 8- ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه القضاء إن تاب؟
ج 8 - الصحيح أن القضاء لا يلزمه إن تاب لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر فإن الله لا يقبلها منه, وعلى هذا فلا فائدة من قضائه ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل الصالح ومن تاب تاب الله عليه.

س9- المريض مرضا مستمرا ماذا يفعل؟
ج 9 - إذا كان المريض بمرض يرجى برؤه فإنه يقضي ما فاته أثناء مرضه, وأما إذا كان مريضاً لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا ربع صاع من البر أو نصف صاع من غيره أما إذا قال له الطبيب إن صومك يضرك في أيام الصيف فنقول له يصوم ذلك في أيام الشتاء, وهذا تختلف حاله عن الذي يضره الصوم دائما والله أعلم .

س 10 - ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان؟
ج 10 - إن كان ممن يباح له الفطر ولها كما لو كان مسافرين فلا بأس في ذلك حتى وإن كانا صائمين, أما إذا كان مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم وعليه مع القضاء عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً وزوجته مثله إن كانت مطاوعة أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها.

س 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو به مرض مزمن قد يصعب علاجه فماذا عليه؟
ج 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى زواله لم يجب عليه الصوم ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً مما يطعم الناس من البُر أو غيره.

س12 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم من رمضان فما حكم صومه؟
ج12 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم لم يضره لأنه بغير اختياره. والنائم مرفوع عنه القلم.

س13- النظر إلى النساء والأولاد المُرد هل يؤثر على الصيام؟
ج13- نعم كل معصية فإنها تؤثر على الصيام، لأن الله تعالى إنما فرض علينا الصيام للتقوى: (( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) وهذا الرجل الذي ابتلي بهذه البلية نسأل الله أن يعافيه منها هذا لاشك أنه يفعل المحرم فإن النظر سهم من سهام إبليس والعياذ بالله، كم من نظرة أوقعت صاحبها البلايا فصار والعياذ بالله أسيراً لها كم من نظرة أثرت على قلب الإنسان حتى أصبح أسيراً في عشق الصور، ولهذا يجب على الإنسان إذا ابتلي بهذا الأمر أن يرجع إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يعافيه منه، وأن يعرض عن هذا ولا يرفع بصره إلى أحد من النساء أو أحد من المرد وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الداء سوف يزول عنه إن شاء الله تعالى.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه آجمعين



يقضون معظم رمضان في مشاهدة الأفلام والمسلسلات

سئل يرحمه الله بعض الصائمين يقضون معظم نهار رمضان في مشاهدة الأفلام والمسلسلات من الفيديو والتلفاز ولعب الورق فما رأي الدين في ذلك؟

فأجاب يرحمه الله:

"الواجب على الصائم وغيره من المسلمين أن يتقي الله سبحانه فيما يأتي ويذر في جميع الأوقات، وأن يحذر ما حرم الله عليه من مشاهدة الأفلام الخليعة، التي يظهر فيها ما حرم الله، من الصور العارية وشبه العارية، ومن المقالات المنكرة، وهكذا ما يظهر في التلفاز مما يخالف شرع الله من الصور والأغاني وآلات الملاهي والدعوات المضللة. كما يجب على كل مسلم صائماً كان أو غيره أن يحذر اللعب بآلات اللهو من الورق وغيرها من آلات اللهو، لما في ذلك من مشاهدة المنكر وفعل المنكر، ولما في ذلك من التسبب في قسوة القلوب ومرضها واستخفافها بشرع الله، والتثاقل عما أوجب الله من الصلاة في الجماعة أو غير ذلك من ترك الواجبات، والوقوع في كثير من المحرمات. والله سبحانه يقول (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزُوا أولئك لهم عذاب مهين*وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبراً كأن لم يسمعها كأنّ في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم ) سورة لقمان الآية 7،6.

[مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز المجلد (3،4) صفحة 157]



متابعة الإمام حتى ينصرف

إذا كان الأرجح في عدد ركعات التراويح هو أحد عشر ركعة وصليت في مسجد تقام فيه التراويح بإحدى وعشرين ركعة، فهل لي أن أغادر المسجد بعد الركعة العاشرة أم من الأحسن إكمال الإحدى وعشرين ركعة معهم؟

الأفضل إتمام الصلاة مع الإمام حتى ينصرف ولو زاد على إحدى عشرة ركعة لأنّ الزيادة جائزة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: " .. مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ.." رواه النسائي وغيره، سنن النسائي: باب قيام شهر رمضان. ولقوله صلى الله عليه وسلم: "صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ". رواه السبعة وهذا لفظ النسائي.

ولا شكّ أنّ التقيّد بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو الأولى والأفضل والأكثر أجراً مع إطالتها وتحسينها، ولكن إذا دار الأمر بين مفارقة الإمام لأجل العدد وبين موافقته إذا زاد فالأفضل أن يوافقه المصلي للأحاديث المتقدّمة، هذا مع مناصحة الإمام بالحرص على السنّة.

 

بعض الناس إذا صلى مع الإمام الوتر وسلم الإمام قام وأتى بركعة ليكون وتره آخر الليل فما حكم هذا العمل؟ وهل يعتبر انصراف مع الإمام؟

الحمد لله:

لا نعلم في هذا بأساً نص عليه العلماء ولا حرج فيه حتى يكون وتره في آخر الليل. ويصدق عليه أنه قام مع الإمام حتى ينصرف لأنه قام معه حتى انصراف الإمام وزاد ركعة لمصلحة شرعية حتى يكون وتره آخر الليل فلا بأس بهذا ولا يخرج به عن كونه ما قام مع الإمام بل هو قام مع الإمام حتى انصرف لكنه لم ينصرف معه بل تأخر قليلاً.

 

[من كتاب الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح للشيخ عبد العزيز بن باز ص 41]

نصحتْه فجاء ليشكرها فوقعا في الزنا!

السؤال:

أنا فتاة من عائلة معروفه جدًا، طوال عمري ملتزمة وخلوقة بشهادة الجميع، ولكن لا أعرف ما السبب الذي دفعني للتعرف على شاب وكنت أريد مساعدته لأنه متعرض لصدمة من وفاة والده وهو المسؤول عن إخوته وأمه وذهب في طريق رفقاء السوء، نصحته وأحسست أنه من واجبي الوقوف بجانبه ونصحه، مع الأيام عاد لدراسته وترك رفقاء السوء وتغير كليّا، سألتْه أمه عن السبب فحدَّثها عني، فكلمتني وشكرتني على صبري مع ولدها، أتى ذات يوم زيارة ليراني، لا أعرف لماذا لم أتردد، وذهبت لأراه، وأحسست كأنه أخي، وأخذنا الوقت وحدث ما حدث، للأسف، يريد الآن التقدم لخطبتي، ولكن مستحيل، فهو يصغرني بـ 3 سنوات، وهو من غير جنسيتي، وأنا الآن حامل أريد الستر والتوبة.
أعلم أني أخطأت، وسوف تلومونني بشدة، ولكن أريد التوبة، وأريد الحل.


الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لعلك رسالتك تكون عظة وعبرة للذين يزعمون " براءة " العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، ولمن يزعم " شرعية " هذه العلاقات إذا كانت في النصح والتوجيه، ولمن يريد " تمييع " الدين فيفتح المجال للعلاقات بين الرجال والنساء بحجة تقدم العصر، وعدم وجود ما يمنع، وبقدرة المرأة على الحفاظ على نفسها... إلى آخر هذه المبررات الساقطة!!
وعظة وعبرة لكل من غفل عن شرع الله تعالى فتهاون في تحذير ربنا تبارك وتعالى من اتباع خطوات الشيطان، فراح يتساهل في الأمور حتى يقع على أم رأسه، وها أنتِ قد تهاونتِ مع هذا الشاب فتجرأتِ على الحديث معه ونصحه، ثم رضيتِ أن تستقبليه في بيتك، ثم رضيتِ الخلوة معه، ثم زيَّن لكِ الشيطان أنه بمثابة أخيك، ثم ماذا ؟ ثم وقع الزنى في المجلس نفسه وفي بيتك وممن أوهمك الشيطان أنه مثل أخيك! فأين هي الخطوة الأولى للشيطان ؟ إنها الحديث مع هذا الرجل الأجنبي، ثم تتابعت خطوات الشيطان حتى أوقعك فيما وقعت فيه من أقبح المعاصي، ومن هنا نعلم الحكمة في قوله تعالى: ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ) الإسراء/32، فهو تعالى لم ينه عن الزنا فحسب، بل نهى عن قربانه، والمقصود به النهي عن تعاطي أسبابه المؤدية إليه، ونسأل الله تعالى أن يستر عليك، وأن يغفر لك، وأن يعينك على تحقيق التوبة الصادقة.
 
ثانياً:
لا شك أن ذنب الزنا ذنب عظيم، وهو من كبائر الذنوب، ولذا جاء فيه من العقوبة ما يدل على عظَمه وقبحه في الشرع والعقل والفطرة.
قال ابن القيم رحمه الله:
" وخصَّ سبحانه حدَّ الزنا من بين الحدود بثلاث خصائص:
أحدها: القتل فيه بأشنع القتلات، وحيث خففه جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد، وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة.
الثاني: أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه ؛ بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم، فإنه سبحانه من رأفته بهم شرع هذه العقوبة ؛ فهو أرحم منكم بهم، ولم تمنعه رحمته من أمره بهذه العقوبة ؛ فلا يمنعكم أنتم ما يقوم بقلوبكم من الرأفة من إقامة أمره....
الثالث: أنه سبحانه أمر أن يكون حدُّهما بمشهد من المؤمنين، فلا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد، وحكمة الزجر " انتهى.
" الجواب الكافي " ( ص 144، 115 ).
 
ثالثاً:
ومع عظَم هذا الذنب، وقبح هذه المعصية إلا أن الله تعالى فتح باب التوبة لأصحابها، ووعدهم إن هم صدقوا في توبتهم أن يبدل سيئاتهم حسنات.
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
ماذا يجب على من وقع في جريمة الزنا للخلاص من آثار فعلته تلك ؟
فأجاب:
" الزنا من أعظم الحرام وأكبر الكبائر، وقد توعد الله المشركين والقتلة بغير حق والزناة بمضاعفة العذاب يوم القيامة، والخلود فيه صاغرين مهانين، لعظم جريمتهم وقبح فعلهم، كما قال الله سبحانه: ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا ) الفرقان/68، 69، فعلى من وقع في شيء من ذلك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى التوبة النصوح، واتباع ذلك بالإيمان الصادق والعمل الصالح، وتكون التوبة نصوحا إذا ما أقلع التائب عن الذنب، وندم على ما مضى من ذلك، وعزم عزما صادقا على أن لا يعود في ذلك، خوفا من الله سبحانه، وتعظيما له، ورجاء ثوابه، وحذر عقابه، قال الله تعالى: ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82، فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر هذه الفاحشة العظيمة ووسائلها غاية الحذر، وأن يبادر بالتوبة الصادقة مما سلف من ذلك، والله يتوب على التائبين الصادقين ويغفر لهم.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 9 / 442 ).
 
رابعاً:
ولا يجوز للزانييْن أن يتزوجا إلا بعد التوبة الصادقة ؛ لأن الله تعالى حرَّم ذلك على المؤمنين فقال: ( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) النور/3.
وقد سبق بيان حكم هذه المسألة في جواب السؤال رقم ( 14381 ) و ( 22448 ) و ( 11195 ) فلتنظر.
 
خامساً:
وإذا كان الجنين قد تمَّ نفخ الروح فيه فإن إسقاطه جريمة أخرى غير جريمة الزنا، وقد سبق بيان حكم هذه المسألة في جواب السؤال رقم ( 13317 ) و (11195 ) و ( 40269 ) فلتنظر.
 
سادساً:
والحل لمشكلتك أن تطلعي عقلاء أهلك على موضوعك، ولا بدَّ للمرء الذي يخالف شرع الله تعالى أن يتحمل تبعات معصيته في كثير من الأحيان، ولا بدَّ للأهل أن يقفوا مع ابنتهم الآن قبل غدٍ، فهي وإن أسقطت جنينها إن كان قبل نفخ الروح فيه: فهي لم تعد بكراً، وهذه – أيضاً – لها تبعات عند الزواج، فهم في كل الأحوال لا بدَّ لهم من أن يحلوا مشكلة ابنتهم، وهي قد تابت وأنابت و" التائب من الذنب كمن لا ذنب له " – رواه ابن ماجه ( 4250 )، وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 3145 ) – وهي إن لم يكن لها ذنب من حيث الإثم بعد توبتها، لكن لذنبها آثار عظيمة ينبغي حلها قبل استفحال الأمر وانتشاره بما يؤذي الأسرة كلها، وليس الحل في تزويجها لذلك الزاني قبل التوبة ؛ لأن زواج الزاني محرم – كما سبق -، فإن تابا فلا حرج عليهما إن شاء الله تعالى في زوجهما.
كما لا يجوز لها التزوج من غيره إلا بعد استبراء رحمها، واستبراؤها يكون بوضع الحمل، والدليل على هذا: ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة ) رواه أبو داود ( 2157 )، وقال الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " ( 1 / 171، 172 ): إسناده حسن.
ولمعرفة عظيم فضل الله تعالى في توبته على عباده، وأنه تعالى يقبل التوبة من التائبين مهما بلغت ذنوبهم عظمة وكثرة: نرجو الإطلاع على أجوبة الأسئلة التالية: ( 624 ) و  13990 ) و ( 47834 ) و (23485 ) و ( 20983 ).
والله أعلم.
 
 
فضيلة الشيخ محمد

المرأة صنو الرجل وشريكته في صنع الحياة، وهي المحضن الذي يترعرع فيه رجال الغد، ومنه تنبت فسيلة الأسرة الصالحة؛ فإليها وهي البنت والأخت، والأم.. إليها أقدم هذه التوجيهات:

1-لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة، ولتحرصي أيتها الأم، ويا أيها الأب على مشاركة بناتكم في هذه المراكز. وإننا-أيضاً-نطالبك أيتها الأخت بتوجيه وتشجيع أخواتك للالتحاق بهذه المراكز لاستثمار الإجازة، ولو لم يكن إلا أن تتعرف تلك الأخت على أخوات صالحات يتعاون على الخير وفعله، لكفى.

2- تكثر مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية، وتجتمع أعداد كثيرة من النساء، ولو حبست هذه الساعات التي تقضيها المرأة في هذه المناسبات والاجتماعات لربما وصلت إلى نصف الإجازة بدون مبالغة.فلماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض الصالحات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات، وإن لم تكوني أنت المتحدثة؟! فلماذا لا تكوني مفتاح خير للناس، فتكونين أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات؟ وإن لم تجدي فاتصلي بمركز الدعوة في مدينتك لعله أن يوفر لك مثل هذه المتحدثة.



لماذا تتصور بعض النساء أن مثل هذه الأمور وهذه الأنشطة الدعوية خاصة بالرجال؟ أو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص أيضاً بالرجال؟ ربما رأت المرأة في مثل هذه المناسبات عشرات المنكرات من غناء ماجن أو لباس فاضح أو تصوير أو غير ذلك من المنكرات، ومع ذلك لا تحرك ساكناً ولا تتفوه بكلمة، إن كلمة خفاء بينك وبين إحدى الأخوات المخالفات لترفعك عند الله مقاماً عظيماً. فلماذا تحرم المرأة نفسها من هذا الخير العظيم؟! ثم إن السكوت عن الخطأ والمجاملة في الحق هو المرض وهو الداء(العضال) الذي بليت به كثير من النساء خاصة الصالحات منهن. اسمعي وعي حتى تعلمي أن الأمر واجب عليك كما هو واجب على الرجال قال الحق عز وجل:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ َالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

إذن فأنت مكلفة بهذه الأمور كما أن الرجل مكلف بها سواء بسواء. فما هو عذرك إذن أمام الله عز وجل يوم تسألين وأنت ترين بعينيك المنكرات في الناسبات فلا تحركين ساكنا؟ إنه ما من مسلمة إلا تحب الخير وتحب انتشاره ولكني أسألك-أنت بالذات-أيتها المسلمة كيف تريدين للخير أن ينتشر بين النساء وأنت لم تعملي الأسباب؟ بل كيف نريد للخير أن يعم النساء ونحن نسمع عن الفتيات اللاتي يحرصن على إيصال الروايات والأفلام الهابطة إلى صويحباتهن بكل مناسبة. وفي المقابل تجد الصالحة تستحيي بل قد لا يخطر على بالها أن تُحضر معها أشرطة وكتيبات تقوم بتوزيعها. هذه المناسبات فرصة عظيمة لتعليم الأخوات كيف تستثمر الأوقات.

أيتها الأخت الغالية:
إننا نطالب بحمل الهم لنشر الخير بين النساء وفي المناسبات خاصة. ولا أقول بمقدار الهم للتزين والتجمل ولكني أقول بعشر معشار ذلك.

3- نتمنى أن تحرص دور تحفيظ القرآن ومساجد الأحياء أيضاً على تخصيص دورات خاصة للنساء في الموضوعات التي تخص المرأة وذلك مثل: أحكام الحيض والنفاس، الطلاق، معاملة الزوج، تربية الأبناء، واجب المرأة نحو قضايا المسلمين. وتتخلل هذه الدورات إقامة مسابقات خاصة بهن، وتلخيص بعض الكتب والبحوث الهامة، ومشروع الطبق الخيري، وغيرها مما يخص المرأة. فإن في ذلك استثماراً لوقت المرأة في هذه الإجازة.

4- أيضاً للمرأة:
الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك ومتابعة هذه الدروس وتقييدها والإستفادة منها وإن لم تستطيعي المشاركة كلية فإنك-على الأقل-تختارين من الدروس ما يناسبك فتحرصين على متابعتها والإفادة منها.

5- يجب على الأخت ألا تأتي وحدها لهذه الدورات بل تحرص على مشاركة أخواتهن فتشجعهن وتحثهن من خلال الاتصال المتكرر بهن.
وما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات! فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير في كل مكان؟
فكوني مشجعة وحاثة لأخواتك على المشاركة وإن لم تتمكني أنت من المشاركة لظروف خاصة فإنك تنالين الأجر وإن لم تحضري؛ والدال على الخير كفاعلة.

وسائل وتوجيهات للصغار

على الآباء والأمهات حث الصغار على حفظ بعض أجزاء القرآن في الإجازة، وتشجيعهم بكل وسيلة مشروعة؛ مثل تحديد جائزة مالية لكل من يحفظ من الأبناء جزءاً من القرآن في هذه الإجازة ولكل من حفظ ولدك أو بنتك جزءاً كاملاً من القرآن أو حديثاً فإن ذلك كنز عظيم في الدنيا والآخرة، وإن مقدار الجائزة الصيفية وستجد في ختامها نتائج عظيمة ،إن حرصت على ذلك واعتنيت به.

1- كم نفرط في صغارنا وأولادنا . . وكم نفرط في أوقاتهم . . ، وكم ينشغل عنهم أمهاتهم وآباؤهم في مثل هذه الإجازة خاصة ، ويظن بعض الآباء أنه بمجرد قيامهم برحلة أنه قد أدى ما عليه دون وضع برنامج خاص لهذه الرحلة. فإذا كان الصغار مع أبيهم أو أسرهم لماذا لا ترسم لهم البرامج المتنوعة : من مسابقات وألعاب وتدريب وقل مثل ذلك داخل المنزل ، فلو أن كل أسرة جمعت صغارها في مكان ما، وتقاسم الكبار الإشراف والتوجيه لبرامجهم لكان أجدى ولن يكلف ذلك الآباء والكبار شيئاً إذا تعاونوا وتقاسموا الأوقات بينهم فإن من الخطأ أن يترك الصغار مجتمعين دون حسيب أو رقيب ولو توسع الأمر إلى قيام الآباء بالحي الواحد بمثل هذه الفكرة لكان حسناً ، فلو أن الآباء في حي واحد اتفقوا على أن يجعلوا برنامجاً منظماً في مكان أو استراحة في وسط الحي لأبنائهم وجاءوا بمن يرعى هذا الأمر لما كان ذلك كثيراً على أولادهم لحفظهم من الشوارع ومن لصوص الأغراض، ولحفظ أوقاتهم ، في مثل هذه الأيام.

2- من المؤسف أن كثيراً من الشباب يمتد نفعه إلى كل أحد إلا أهل بيته وعشيرته ، فلماذا لا يفكر الشاب في جمع أفراد أسرته وكذلك تفكر الفتاة في جمع أفراد أسرتها وأقربائهم في مخيم صيفي في أي مكان ، أو في استراحة، حتى ولو في بعض الليالي ، أو حتى في ليلة واحدة ، حتى وإن كان ذلك في المنزل وينظم برامج ومسابقات وألعاب يتخللها بعض التوجيهات والكلمات وتوزيع الأشرطة والرسائل وفي ذلك منافع شتى . وقد جرب هذا فأعطى ثماراً يانعة، وهو صلة وبر ودعوة وإصلاح .


كيف أرتقي بإيماني؟

 

أختي الحبيبة: تخيلي معي أن الإيمان جبل أشم يمتد أمامك وله قمة عالية؛ هذا الجبل يتكون من أربع أنواع من الأحجار:  علم القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح.
 
فإذا تعلم قلبك علما صحيحا على السنة  يعتقده يرتقي على نوع من الأحجار.
وإذا عمل قلبك عملا صحيحا على السنة من محبة وصدق وإخلاص يرتقي على نوع آخر.
وإذا قال لسانك قولا  صحيحا على السنة من الطاعات المنصوص عليها: من دعوة وذكر ..الخ يرتقي على نوع ثالث من الأحجار.
وإذا عملت جوارحك عملا صحيحا من أعمال البر الموافقة للسنة يرتقي على نوع رابع.


وإذا تواطأ كل هذا يرتقي على الأحجار جميعا معا. فجماع الأمر نية صالحة (عمل القلب) مع عمل على السنة (علم القلب وقول اللسان وعمل الجوارح).
 
وفي سيرنا إلى الله تعالى من مولدنا إلى موتنا نحن بين الرقي والفتور ، إما نصعد وإما ننزل ، وطالما أننا بين صعود وهبوط، فهذا هو القلب المجاهد، فإذا ركن إلى الهبوط صار مريضا ، وإذا اجتهد في الصعود فهو مجاهد، وإذا سقط في الوادي أسفل الجبل فهو القلب الميت نسأل الله السلامة وهو قلب الكافر خارج حدود جبل الإيمان، وفي الجبل (نفق) من داخله يقود إلى أسفل الوادي من اختار هذا النفق فهو القلب المنافق .
 وإذا بلغ القمة فلا تضره شهوة ولا شبهة فهو القلب السليم
 
قال تعالى يقص علينا قول إبراهيم عليه السلام :"وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89" سورة الشعراء
 
وزادُ الصاعد إلى الجبل لابد أن يجمع بين العلم ليعتقده، وعمل القلب والجوارح ، وقول اللسان فكلما زاد ارتفع وكلما نقص هبط، والزيادة تتنوع بين الواجبات والمستحبات ، وبين ترك المحرمات والمكروهات لله.
 
وأما المباحات فيأخذ منها بقدر ما يعينه على الصعود ، فإن أخذ منها ما يعينه على العمل لله فهو المحب الصادق ولا يضره محبة القلب لهذه المباحات، وإن أخذ منها بما يؤدي لمعصية الله فهو الظالم، وإن أخذ منها ليسعد نفسه فحسب دون أن يحتسب هذه السعادة كعون له على الطريق فلم يستعن بها على الصعود في طريق الإيمان فهو مقتصد ولا نقول يأثم ولكن نقول ينقص من إيمانه بقدر تعلق قلبه.
 
وعلى الجبل أحجار كريمة تتألق كلما صعد المسلم قد ينال منها جوهرة وهي كرامات من الله تعالى  لتعينه على الثبات كإجابة دعاءه ومحبة الخلق له...الخ فإذا تعلق قلبه بالجوهرة وانشغل بها هبط قليلا ، وإن حمد الله عليه وكانت له عون على الطريق ولم يتعلق القلب بها  صعد واستكمل الطريق.
 مع ملاحظة أن عدمها لا يعني عدم ارتقائه بل قد تعني أنه ثابت بإذن الله ولا يحتاج إليها.
 
ونحن في الحياة نجاهد ، نجاهد ألا نسلك النفق الذي يقود إلى أسفل ، نجاهد ألا نهبط ، وكلما ارتقينا نصير أقرب للقمة وهو القلب السليم ، ومن بلغ القمة لن يقول بثقة قد بلغت القمة ، لأن من بلغ القمة فقد علم حقيقة نفسه وحقيقة مولاه فيرى لله كل فضل ولا يرى لنفسه أي فضل ، ومن هنا نفهم أقوال الأنبياء والصالحين من الصحابة ممن بلغ القمة.
 
وفقك الله لكل خير وأعانك على الطاعة ورزقك القلب السليم
 



للشهر حرمته يا فنانون!!

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
 
لا نعرف سباقًا محمومًا لأساطين الفن من مخرجين ومنتجين وفنانين نحو إنتاج العفن الفني كمسمياتهم في إنتاج أفلام ومسلسلات رمضان.
 
فشهر الصيام والقيام وليلة القدر أصبح شهر الأفلام والمسلسلات، والكازينوهات والمسارح التي تتنافس في انتهاك قدسية الشهر، وتقديم الرذيلة مصورة للجمهور النائم على أذنيه كما يقال.
وبفضل الرعاية العظيمة، والجهود المتواصلة نجح الفنانون والمخرجون في جذب جمهور عريض -من (الصائمين!)، وربما: (القائمين!)- إلى حلقاتهم اليومية عقب الإفطار مباشرة، أو بعد الفراغ من صلاة التراويح وإلى ساعات السحر، وظل المشاهدون لمسلسلات الرذيلة عاجزين عن إقناع أنفسهم بحرمة المشاهدة بدعوى أنها ترفيهية ومسلية، أو درامية ذات هدف مثالي، يتمثل أحيانًا في خيانة الزوج وإقدامه على الزواج بأخرى!!.


إن ثمة سوءًا منهم لحقيقة الصيام وأهدافه هي التي آلت بكثير من الناس إلى الامتناع عن الطعام والشراب، لكنها لم تمنعهم من الكذب والشتم واللعان، أو النظر بملء عيونهم إلى المسلسلات الماجنة، حيث تختلط النساء بالرجال، ويلعب الجميع أدوارًا ذات مضامين خبيثة، فضلًا عن نوم بعضهن مع الرجل تحت لحاف واحد، بدعوى أنه زوجها على طريقة أفلام هوليود حذو القذة بالقذة.
 
إن من المحزن حقًا أن تظل هذه (الإنجازات!) الفنية تُقدَّم إلى الجمهور حتى الآن، بالرغم من هذه الأحداث والتقلبات السياسية الدولية التي تجري على الساحة.
 
فها هي الصليبية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تعلنها حربًا لا تبقي ولا تذر فتدمر أفغانستان، وتحتل العراق، وتهدد سوريا وغيرها، والإعلاميون والفنانون وجمهور المشاهدين منغمرون في سباب عميق، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، لا يدرون ما يجري حولهم، ولا يعلمون أن طوفان الصليب لن يستثنيهم من أمواجه العاتية مهما انغمسوا في الإباحية، وأوغلوا في محاكاته وتقليده، ما لم يعلقوا الصلبان في أعناقهم.
 
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: من الآية 12].
 
إن على دهاقنة الفن مطربين وممثلين ومنتجين أن يدركوا جيدًا أنهم يقومون بنحر أخلاق الأمة، وذبح الفضائل في نفوس أبنائها، ويؤدون دورًا فاعلًا في تكريس حياة الذل والخزي والتبعية لأعدائها.
 
إلى متى أيها الفنانون تمارسون وصاية مهينة على أخلاق الأمة، وتتسببون في إذلالها تحت مطارق الشهوات، والمشاهد الإباحية والمضامين الانهزامية؟!.
 
إن (هوليود) العربية فاقت (هوليود) الأمريكية في تقديم كلّ أسباب الانتكاسة الأخلاقية في أوساط المشاهدين والمخدوعين بأوضار الفن ومناظر الرذيلة.
 
إننا لا نلوم الأمريكان وغيرهم من الكفار مهما قدموا للبشرية من الإسفاف الأخلاقي، وأسلحة الدمار الشامل من سينما وأفلام، فليس بعد الكفر ذنب، وهذه أخلاق القوم ومنتهى ما عندهم من العلم.
 
بيد أن اللوم يفرض نفسه صوب أناس يدّعون الإسلام، ولو بطريقة الوراثة ثم هم يكرسون كل جهودهم في هدمه وهدم قيمه ومثله العليا؛ ركضًا وراء الشهرة والنجومية والزعامة الفنية الهابطة!!.
 
إن على عقلاء المسلمين من أمراء وعلماء ومسئولين أن يعوا الدور الخطير الذي يقوم به الفنانون تجاه مجتمعاتهم الإسلامية، والذي نتج عنه كلُّ ما نرى من التهتك والإسفاف، وانتشار الرذيلة، فضلًا عن نشأة تلك الأجيال الهزيلة الراكضة خلف شهواتها وملذاتها العاجلة، بفعل الإثارة التي أحدثها الفنانون في معروضاتهم وأطروحاتهم السافلة.
 
لا بد من التصدي لكل هذه الفنون الخليعة واجتثاثها من جذورها، وتطهير المجتمعات منها، وإلا ظللنا الدهر كله صرعى الشهوات من جهة، وقتلى التبعية لأعدائنا من جهة ثانية. والله المستعان.
 
و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين.
 


كاميليا.. ومعنى الفداء

 

سؤالٌ كثيرًا ما كان يدور بخَلَدي وأنا أقرأ قصصَ النِّساء الأوائل اللَّواتي ملأنَ التاريخ بالبطولات والمفاخِر، خاصَّة وأنا أقرأ قصةَ ماشطة فرعون، تلك المرأة المِصْرية البسيطة التي رأتْ أبناءها يُقذَفون واحدًا تلوَ الآخر في ثَباتٍ رهيب، كيف ضحَّتْ بأمومتها لإعلاء كلمةِ الله؟! إنَّه سِعر غالٍ جدًّا عندَ كثير من النِّساء.
 

لم تكن ماشطة فرعونَ مُثقَّفة، ولا طالبةَ عِلم حافظة، لم تكن تتكلَّم بالحُجَّة والدليل!



كم كنتُ أتعجَّب لجهرها باسمِ الله أمامَ ابنة فرعون، رغمَ أنها تعلم أنَّ هذه المسألةَ لن تمرَّ على خير إنْ عَلِم فرعون بذلك، والذي قد يُجازيها بتمشيط لحمِها عن عظمها، بل إنَّها لم تكتفِ بذلك، بل قالتْها صراحة لابنته: بل ربي وربك ورب فرعون الله!
 

لا أعتقِدُ أنَّ هذا كان منبعثًا من سوء تخطيطٍ أبدًا، ولن أستطيعَ أن أصدق أنَّه تهوُّر دَفَعَها لإلْقاء كلمةِ الحق في وجهِ ابنته شخصيًّا دون تفكير في عواقبِ ذلك؛ حيث كانتْ - بلا شك - تعرِف ما مصيرُ مَن يقول ذلك، هو وأهله معه أجمعون.
 

لكن ما أجزِم به أنَّ الإيمانَ حين يتشرَّب وعاءَ القلْب من أدْناه إلى أعْلاه، فلا يدع مكانًا لقول غيرِه، ولا يَدَع مساحةً للمداراة والمواراة، خاصَّة عندَ النساء وعواطفهنَّ الجيَّاشة، والتي دومًا ما تتغلَّب على مساحةِ التعقُّل والتحسُّب، وحينما تتوظَّف هذه العواطفُ في سبيل العقيدةِ، فإنَّها تصنع المعجزاتِ، وتضحِّي بالممنوعات.
 

وها هي امرأةُ فرعون، التي ضَربت مثلاً ورمزًا للذين آمنوا في ثَباتِ جأشها، وقوَّة تحمُّلها.
 

وسؤالي: لماذا أصرَّ هؤلاء النِّسوة على الجَهْر بالإيمان، رغمَ إداركهنَّ لعواقبه الوخيمة؟
 

أعلَمُ أنَّه لم يكن شُرِع بعدُ ما في الآية: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]، لكن لما جهرْنَ هؤلاء بكلمةِ الحقِّ مِن الأصْل ألَمْ يكن الإخفاءُ والصمت خيرًا لهنَّ، وأرغدَ للعيش؟!
 

هل الإجابةُ كما قال الشاعر:
رُبَّمَا يُفْضِي إِلَى العَلْيَا هُبُوطٌ
وَيَجِيِء الْمَوْتُ بِالفَتْحِ المُبِينْ
 

تُرَى هل فَطِنَّ لهذا المعنى مثلاً؟
 
ولِمَ لا؟! فلقد وعاه جيدًا صبيُّ الأخدودِ، وخطَّط له، حتى آمنتْ له القريةُ بأكملها.
 

حقيقةً وإكبارًا وإجلالاً، تاقتِ النفس شوقًا إلى تخيُّل هؤلاء النِّساء، ولَكَمْ حار فِكري وأنا أتخيَّل ملامحَ وجوههنَّ صَوْبي وهنَّ يُحاججنَ ويَذُدنَ عن الحق، كم عجزتُ عن تخيُّل كيف كانتْ بِنيتهنَّ الجسدية، وعقليتهنَّ الفذَّة، وبصيرتهنَّ النفاذة.
 

ترَى هل كُنَّ نساءً كسائرِ النِّساء؟
 
من أينَ لهنَّ هذا الثَّبات على المبدأ، والإصرار على الحقِّ، والتضحية بالغالي والنفيس، بلا هوادة أو تردُّد، تَرَيْنَ مِن أين اشترينَ الشجاعة، ومِن أين حَصُلنَ على اليقين؟
 

حاولتُ مرارًا تشكيلَ صورةً واقعية لهذه البطولات المتجسِّدة في شخوصِ نساء، فعَجَز خيالي عن ذلك.
 

هل كنَّ أقوَى منَّا في البِنية؟
 
هل مُنِحْنَ يقينًا، أو وُهبنَ إيمانًا زائدًا عنَّا؟
 
هل العصورُ الفائِتة اختلفتْ درجات تحملهنَّ وصلابتهنَّ عنَّا كما اختلفتِ الشرائع مثلاً؟!
 

ولكنَّني اليوم أعتَرِف أنَّ الصورةَ اقتربتْ إلى مخيلتي، وأنا ألْمَح أختي الحبيبة كاميليا، ولا أزكِّي على الله أحدًا لكنَّني أحسبُها على خيرٍ، والله حسيبها، ورغمَ أنَّ عينيها أرسلتَا إليَّ دروسًا كانت خيرًا مِن ألفِ كِتاب،لكنني واقعيًّا ما زلتُ أراها:
 
مِصرية ككلِّ المصريات، بل إنَّها تُشبِه فلانةً كثيرًا.
 

فلا تختلِفُ عنَّا في بِنية، ولم تُمنَحْ أكثر منَّا عِلمًا ولا فِقهًا.
 

إنَّها لم تسجدْ لله - عزَّ وجلَّ - أكثرَ ممَّا سجَدْنا.
 

ولم تدرسِ الأحكامَ والشَّرْع.
 

ولم يُتحْ لها كثيرٌ من الصوم والقيام.
 

إنَّها مُجرَّد خُطبة جمعة سمعتْها مِن خطيب قريب مِن شرفةِ منزلها، فتحتْ له أُذنيها، ففتَح عليها عالَمًا آخَرَ مِن اليقين والإخْبات والحبّ، عرفتِ الحقَّ عن طريقٍ آخرَ، نحن لم نحسبْه ولا ندرِي عنه شيئًا.
 

فقدْ قارنتْ ببساطةٍ بيْن الظُّلمات والنور، والظل والحرور، بيْن الانسِجام العَملي الاعتقادي، وبيْن المفارقات المخذِّلة التي نشأتْ فيها.
 

لقدِ اختارتْ كاميليا طريقًا واضحًا، ميَّزَ فيه أنفُها الحسَّاس رائحةَ الإسلام الزكية مِن وسط دُخَان البغي والضلال.
 

فطمحتْ لأنْ تكون واحدةً منَّا، وأختًا لمليار ونِصْف مليار مسلم.
 

فهل تَحرِم كاميليا نفسَها من هذه النِّعْمة، وهل تشكُّ في هذه الأُخوَّة طرفةَ عين؟
 
بالتأكيدِ لا؛ فلِي ربِّي يحميني ويحفظني، وأنا على يقينٍ بأنَّ الله ناصري ومُعيني، ثم هؤلاءِ إخْوة لي مِن كل حدبٍ وصوْب، فأنا أنعَم ببلدٍ مسلِم، وأغْلَبِية مسلِمة، نتمتَّعُ فيها بكافَّةِ الحقوق المكفولة، فلِمَ الخوفُ والفَرَق إذًا؟
 

وجهتُ وِجهتي لكعبةِ العِلم لأُشْهِرَ إسلامي، فلمَ الخوف؟!
 
نَعم، أحيانًا يعتريني أشباح: وفاء قسطنطين، وكريستسن قليني، وطابور نسائي راعب، لكنَّ يقيني بالله - عزَّ وجلَّ - أقْوَى مِن كلِّ هذه الأشباح رغمَ أنَّها أشْباح واقعيَّة ومتوقَّعة.
 

وماذا عسى أنْ أفعلَ؟! لقد اخترتُ طريقَ الحق فحسبُ، ولن أتنازَلَ حتى وإن زودتُ الضحايا بأشلاء إهابٍ جديد.
 

فسأترُك كلَّ شيء وأهاجِر إلى الله - عزَّ وجلَّ.
 

نويتُها هِجرةً خالصة في سبيله، نحسبها - والله حسيبها ولا نُزكِّي على الله أحدًا - هِجْرة كهِجْرة مريم - عليها السلام - حين هجَرَتْ قومها، وصامتْ لربِّها، واعتزلتهم، هجرة رغم القذْف والرَّمْي والألم!
 

ولئن حبَسَني عن الحقِّ حابس، فلتكن هجرة كسُميَّة بنت الخيَّاط، التي استُشْهِدتْ تحت وطأةِ التعذيب.
 

سأترُك لكم متاعَ الدنيا وزِينتها، ومَن كانتْ هجرته لله ورسوله، فهجرته إلى ما هاجَر إليه.
 

إنِّي مهاجرة إلى ربي، إما أن أعانِق الأذان أو أُشَدَّ على الصُّلبان.
 

وداعًا أقولها في رمضان إلى مَن صام مِن المسلمين صِيامَ بني إسرائيل، فنوَى ألاَّ يُكلِّم اليوم إنسيًّا.
 

إنِّي مهاجرةٌ، فقد هَلَّ الهِلال الجديد، وأطلَّ مُزهرًا غرة رمضان يُنير ساحاتِ الإسلام، أراه يتسامَر مع أَهِلَّةِ المآذِن.
 

رأيتُ في كل مِئذنة نداءً يخصُّني، لكنَّني أَبَيْتُ كلَّ نِداء، فكلُّ المآذن في قريتي صغيرة، أشحتُ عنها صفحًا.
 

ووجهتُ وجهي طامحةً واثقة إلى المئذنة الزَّاهِرة في المدينة الكبيرة، فهي أقوى شوكةً، وأعز بأسًا، وأشدُّ حِمًى للبَيْضة.
 

طلع عليَّ خير صباح طلعتْ عليَّ فيه شمس.
 

طرقت باب المسجد فرحةً متلهفةً تتسابَق أنفاسي خُطواتي، ها قد جاء اليومُ الذي أُشهِر فيه إسلامي.
 

وأُبْدِي توحيدي، وأَرْفع لِواءَ العِز بحِجابي.
 

كم لبستُه سرًّا في غُرفتي؛ لأشعرَ بالبهجة والولاء.
 

اليوم سألبسُه جهرًا، فمَن يُصدِّق ذاك.
 

تَحْدُوني الثِّقة، وتَتَسارع أقدامي إلى الدرْج الأزهري؛ لأعلوَ وأرْقَى مع كلِّ درج إلى سماءِ التوحيد؛ تعظيمًا وإجلالاً، مهابةً ورغبة، تَوبةً وحبًّا.
 

عانقتُ مئذنتَه الكُبرى، نعم عانقتُها شوقًا، فأدارتْ لي شوكًا وشوكًا!
 

أردتُ نُطقَ الشهادة، فتمنَّتْ لي الشهادة!
 

فلا ضَيرَ بعدَ هذا إذَا في قَبْوٍ حقير، إنِّي قد آمنتُ بربي.
 

لا ضَيرَ، إني مهاجرةٌ سأترك عُشِّي الآمِن، وعيشي الهانئ، وأثاثَ منزلي الذي أعددتُه بنفسي قبلَ سِنين، وفِراشي الدافئ، فقدْ جفَاني الكَرَى، وعفتُ الشهيَّ مِن المطعَم.
 

ذاك مَتاعي، ملابسي، أقلامي، أشيائي، ومذكرات مدرستي التي أعلم بها طُلاَّبي.
 

ورُكن زِينتي، وكل ما يخصُّني، خُذُوها؛ فإنَّها فانيةٌ، واتركوا لي توحيدي.
 

رضيعي الوحيد، سأترُك بكاءه وضحكَه، الذي كان يملأُ سَمائي، سأترك ضمَّه وشمَّه وفرحَه بصوتي وقُرْبي، سأترك دعابَه لخصْلة شَعْري.
 

عُذرًا بني، فإنني لن أدركَ يومَ سماع صوتك الحاني، وأنت تقولها لي: ماما.
 

أراك بُنيَّ، في عيني رجلاً، بل بطلاً، بل أسطورة.
 

لطالَمَا هيئتُك للفِراق، وأنا على مضاضةٍ أقول: لربَّما تعود إليَّ نجمًا على ملحمة التوحيدِ، حين تسمع قصَّة بُطولتي.
 

وكأنَّني أسمعه يقول لي: اصبري أمَّاهُ، فإنَّك على الحق.
 

إِخالُ أنفاسَه تُغذيني بمِدادِ الصبر واليقين.
 

استودعتُه ربًّا عليمًا، لا يَضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء.
 

عودتُه على النوم بعيدًا.
 

فطمتُه مِن ثديي، وفطمت أمومتي معهَا.
 

عوَّدتُه شُرْب الجاهِز من المطعَم بماء فاترٍ غيرِ معقَّم؛ حتى لا يتعب.
 

خذوه فسيعود لي قريبًا، فما الدنيا إلاَّ ساعة مِن نهار.
 

وداعًا فلذة كبدي، فإنَّ فراقَك في الدنيا أحبُّ إليَّ مِن ذهول عنك في الآخرة إلى النار.
 

وداعًا أُمِّي وأبي فلستُما مغنيين عنِّي من عذابِ السعير.
 

وتلك وظيفتي توقفتُ عنها، أنا لا أريدُ الوظيفةَ، ولا أنتظِر الترقية، ولا الجاه، لم أعدْ أنتظر الراتب.
 

ولا قِيمةَ للكَنْز والتوفير، فمعي زادٌ وفير، مِزاجه التقوى والإيمان.
 

خُذوا أموالي وأموالاً مع أموالي، خذوا كلَّ مالي، ولتحبسوني بعدَها كالموالي، في قبو خالٍ مِن النور، سيجيء النور.
 

وفي شربة سِحْر أسود، سيعود السِّحْر إلى الساحِر؛ ليزيدَه رهقًا.
 

وأظلُّ بجسدِي الذي أنهَكَه الحِرمان، وانفتَل على المشنقة يُناجي ربَّه، والتفَّ يُحاجِج أخشابَ الصلبان.
 

سأُحطِّم وهمَ الأوثان.
 

سيجيء النُّور في قبو داخل سِرْداب، وتُحرِّر صيحاتي ألْف مرارة، وأُحرِّر صحفَ الحب المدفون، مِن تحت قباب وقباب.
 

ويجول صُراخي أثير العالَم لأُثير آلافَ الأشياء، أجعَلُها رَمادًا وغُبارًا، وتُزال شبهٌ ممقوتة وشظايا، دعايا موقوتة، وغرور أدعياء.
 

سيُضيء النور من داخلِ قبو مهجور، يختلط القيء مع العَذرة، وغذاء مخصوص.
 

في قبو محشو بالحشرات، مصكوك باللَّعنات، يَحكُمه ناموس التفتيش، تُنتهك حقوقٌ؛ لتضيع القصَّة، وتُوارى الجُثَّة.
 

سيظل صُراخي منارةً وإشارة، بل شارةً مِن ضوء الحق.
 

ليغيظَ المقتُ الفائِح مِن أفواه الشِّرك، ويُذهب غيظَ قلوب.
 

مِن غير خطايا وبلايا وخرافات، سأكون فداءً إن فَطِنوا حقًّا أي معنى للفداء.
 

في قبو النور سنظلُّ نتحسَّس منك أملاً، ولن نيئسَ مِن رَوْح الله؛ إنَّه لا ييئس مِن رَوْح الله إلاَّ القومُ الكافرون.
 
 
رحاب بنت محمد


أيدولوجية الأمم المتحدة تجاه المرأة

 

منظمةُ الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية، مثل مجلس الأمن، ومنظمة التغذية والزراعة، وبنك الإعمار الدولي، ومؤسسة التجارة العالمية، ومؤسسة اللاجئين الدولية، واليونسكو، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، كلُّ هذه المنظمات وغيرُها تعمل وفق الأيدلوجية والمخططات الصهيونية؛ فلقد اخترق اليهودُ الصَّهاينة هذه المنظمات؛ بل نجدهم اخترقوا الحكومات الأوربية والأمريكية، فأيدلوجيةُ الأمم المتحدة تجاه المرأةِ هي الأيدلوجيةُ الصهيونيةُ القائمة على إشاعةِ الإباحيةِ والفساد والانحلال في المجتمعاتِ كما جاء في قراراتِ مؤتمر بال الذي عقده تيودور هرتزل سنة 1897م، وتتلخصُ خطتهم في محاولتهِم السيطرةِ على السياسة العالمية بالقبض على زمامِ الصيرفة، ونشرِ وسائل الفتنةِ التي تمهِّدُ لقلبِ النِّظامِ العالمي وتهدده في كيانِه بإشاعةِ الفوضى والإباحيةِ بين الشعوب، وتسليطِ المذاهبِ الفاسدةِ والدعواتِ المنكرةِ على عقولِ أبنائِه، وتقويضِ كُلِّ دعامةِ من دعائم الدين أو الوطنية أو الخلق القويم. وهذا ما نص عليه البروتوكول الرابع عشر الذي نص على تقويض الأديان.



ويتضح لنا من معالم هذه الأيدلوجية التي تعمل من خلالها المنظمات الدولية -ومنها الأمم المتحدة- الآتي:
1-مؤتمرات الإسكان التي تستهدف تحديد النسل في البلاد العربية والإسلامية بصورة خاصة، ولا سيما الدول العربية المحيطة بإسرائيل، وتستهدف في نفس الوقت إشاعة الفاحشة في المجتمعات بما فيها المجتمعات الإسلامية بإقرارها للإجهاض.
2-مؤتمرات التعليم مثل مؤتمر السنغال: وتعمل هذه المؤتمرات على نشر التعليم المختلط بين الجنسين، رغم ثبوت لديها أنَّ من أهم أسباب انتشار مرض الإيدز بين المعلمين والطلبة في بعض الدول الأفريقية مثل: زامبيا وساحل العاج، هو العلاقات غير الشرعية التي تقوم بين المعلمين والطلبة وبين الطالبات، فنجدها تتحدث عن الصحة الإنجابية، وضرورة السماح للمراهقات الحوامل إكمال دراستهن.
3-ومؤتمرات المرأة العالمية وأخطرها مؤتمر بكين الذي تمخَّضت عنه وثيقة بكين، ولضيق الوقت فسوف أتحدث عن موقفها من الدين والأسرة.
 
أولاً: في مجال الدين:
1- إغفال ذكر الدين أو القيم أو الأنساق الخلقية، وإن ذُكر الدين فهو يذكر في إطار كونه ممارسات نابعة من تراث وتقاليد المرأة الفقيرة.
2- جاءت أكثر من توصية بضرورة إلغاء التحفظات أو الممارسات التي يكون أساسها ديني أو حضاري؛ بل تستبعد الدين، وتدعو إلى فصله عن شؤون حياة البشر.
3- تهمل هذه الوثيقة الدور الذي يمكن للدين أن يقوم به في مجال مقاومة العنف الموجه ضد النِّساء والاغتصاب والاتجار القسري في النَّساء والدعارة.
 
ثانيًا: في مجال الأسرة:
1-اعتبار أن الأسرة والأمومة والزَّواج من أسباب قهر المرأة والمطالبة بضرورة تقاسم الأعباء المنزلية ورعاية الأطفال مناصفة بين الرجال والنساء.
2- إغفال دور الزَّوجة والأم داخل بيتها، ووصف ذلك الدَّور بأنَّه غير مدفوع الأجر.
4- دور الأسرة غير واضح، والعلاقة داخل إطار الأسرة تكاد تختفي في سياق الوثيقة، فكلمة الزَّوج لم تذكر ولا مرة واحدة، وذكر بدلاً منها كلمة أوسع وأعم Partner أي الزَّميل أو الشَّريك Spouse فالعلاقة الجنسية علاقة بين طرفين تدين لكل منهما استقلاليته الجنسية، والحقوق الإنجابية حقوق ممنوحة للأفراد والمتزوجين على السواء، والخدمات الممنوحة في هذا المجال تمنح للأفراد والمتزوجين، والزنا ليس مستهجناً بدليل المطالبة بضرورة مساعدة المراهقة الحامل في مسيرتها التعليمية.
5- تتعمد الوثيقة إغفال أي ذكر للأسرة الطبيعية (الزوج والزَّوجة) وأهميتها باعتبارها الوحدة الأساسية في المجتمع الإنساني، بل على العكس تعترف الوثيقة بممارسات شاذة وغير مشروعة تهدد بقاء الجنس البشري نفسه، وتروج لها، فهي تعترف بتعددية أشكال الأسرة ـ أي الشذوذ ـ وتدعو إليها!، كما تشجع الوثيقة العلاقات الجنسية غير المشروعة بدعم الأبحاث التي تدور حول ما يسمى بتكنولوجيا آمنة في الصحة الإنجابية والجنسية.
وجاء في الوثيقة مطالبة الحكومات بسن قوانين تسمح بتنفيذ تلك المطالب لجعلها قوانين دولية تطبق على الجميع، وخاصة القوانين التي تسمح بالانفلات الجنسي تحت مسمى" الصحة الجسدية "أو " الصحة الجنسية"، والتي تتضمن إقرار الإجهاض كوسيلة من وسائل منع الحمل إلى جانب الحرية الجنسية الانفلاتية.
 
وربطوا هذه الانحرافات التي يروجون لها بالديمقراطية وازدهارها، وأنَّهم سيواجهون أي واحد من "رجال الدين " تسوِّل له نفسه الاعتراض على هذه المطالب، أو رفض تعديل التَّعاليم الدِّينية كي تتماشى مع مخططهم.
كما تكمن خطورة هذه الوثيقة أيضاً في ما جاء في البند 343، 344 من مخاطبة المؤسسات التَّمويلية، صندوق النَّقد الدَّولي، ومجموعة البنك الدولي، وصندوق التنمية الزِّراعية، وهذه المؤسسات -كما سبق وأن أشرت- يسيطر عليها اليهود الصهاينة لضمان تطبيق الوثيقة. أي بمعنى إلزام الدول بتطبيق بنود الوثيقة لتمويلها وسداد ديونها.
ونلاحظ هنا الضغوط الدولية المكثفة على الدول الفقيرة لفرض عليها تنفيذ ما تنص عليها تلك المؤتمرات من قرارات، واتفاقيات كاتفاقية إزالة كافة أشكال التمييز بين المرأة والرجل، ونجدها تسعى لإفقار الدول الغنية بإشعال حروب في منطقتها لتفقرها كما حدث في منطقة الخليج، ومن ثم تضغط عليها عن طريق صندوق النقد الدولي، كما نجدهم سخَّروا بعض القيادات النسائية ذات التوجه العلماني لتنفيذ مخططاتهم، وما نصت عليه مؤتمراتهم عن طريق التمويل للجمعيات الأهلية غير الحكومية العلمانية، فبذلك تمكنوا من اختراق بيوتنا، والتدخل في أدَّق شؤوننا الأسرية.
وما ينبغي علينا أن نفعله لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد كياننا الأسري يتلخص في إعطاء المرأة كامل حقوقها التي منحها إياها الإسلام، والنظر إليها نظرة الإسلام، فالقصور الموجود حالياً في مجتمعاتنا الإسلامية هو الذي أوجد فيها ثغرات نفذوا إلينا من خلالها، وإنها مسؤولية دينية علينا نحن المسلمين تجاه الإنسانية لإنقاذها من هذا التيه والانفلات والفوضى الجنسية التي تفرضها الصهيونية العالمية؛ فنحن لو أنصفنا المرأة وأعطيناها كامل حقوقها في الإسلام نكون قد أعطينا للإنسانية النموذج الأمثل الذي يُحتذى.
 
 
سهيلة زين

تعلّق من نوع خاص

 

السؤال:
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، لا أعلم لماذا وكيف، لكنني أتعلق بالمعلمات كثيراً، ليس جميعهن بل بعضهن، كما أنني تعلقت بمعلماتي في المراحل الأخرى (الإعدادية).. فهناك معلمة لا تعرفني ولا تدرسني لكنني أفكر فيها دائماً لدرجة أنني أحلم بها كثيراً في النوم، وأفكر فيها، وأحب أن أسمع أحداً يتكلم عنها، لكنني لا أحب أن أبين ذلك لأحد!.. حتى إنني عندما أمشي معها في نفس المكان أشعر بسعادة شديدة لكنني لا أفكر فيها بطريقة خاطئة، ولا أفكر فيها كالشاذات!.. بل أريدها أمًا لي أو أختًا أو صديقة!.. علماً بأنني فقدت أمي في صغري لكن هذا لم يؤثر عليَّ.. تذكرت أيضا أن هذه المعلمة أرادت أن تدرسني، فهي كانت سعيدة برؤيتي، فهي تدرِّس أختي، لكن أختي أخبرتني أنها تعامل جميع الطالبات نفس المعاملة، ولا تفضل طالبة على أخرى.. ماذا أفعل كي أبعد هذه المعلمة من عقلي؟
 


 الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
 
نشكر لك ثقتك بالموقع، وإن شاء الله نقدم لك النصح الذي يساعدك في التخلص مما تعانين..
 
إن معرفة العمر أمر مهم جدا في حالتك. وأعتقد أنك في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، أي أنك في فترة المراهقة، والجميع يعلم ما لهذه الفترة من تغيرات تؤثر على تفكير وسلوك المراهق.. هذا من ناحية، والناحية الأخرى هو ما ذكرت، من أنك فقدت والدتك (علماً بأنني فقدت أمي في صغري لكن هذا لم يؤثر عليَّ).
 
والظاهر أن الأمر قد أثر عليك كثيرا؛ حيث إنك تبحثين عن بديل للأم التي فقدتِ في وجوه المدرسات، وتتعلقين بهن للحد الذي دفعك إلى طلب المعونة...
 
بنيتي، في كثير من الأحيان، وحتى في وجود الوالدة، رحمها الله، قد تتعلق الفتيات بمدرساتهن، بعيدا عن الشذوذ، بحثا عن حضن دافئ متفهم لتفريغ شحنات العاطفة الجياشة التي تعتمر صدورهن... فهذا أمر طبيعي، وقد يحصل مع الكثير من الفتيات في مقتبل العمر، غير أنه يتضاءل مع التقدم بالعمر؛ ليحل مكانه الشعور بالحب تجاه قضية ما أو هدف ما، ومع التقدم بالعمر أكثر وأكثر يتحول إلى حب تجاه الجنس الآخر بحثا عن شريك لبناء حياة أسرية... وعليه إن ما تشعرين به طبيعي جدا وقد تشعر به الكثير من الفتيات..
 
الآن، أي أمر يشغل بالنا لكنه بالمقابل لا يؤثر على إنتاجيتنا، إن شاء الله، يكون عابرًا ونتخلص منه بمرور الوقت، غير أننا نستطيع تحجيمه والتخلص منه بسرعة أكبر بالخطوات التالية:
 
- الفصل ما بين الأفكار والمشاعر والسلوك، أي أننا نركز على ما علينا فعله من واجبات والتزامات، ولا نترك مجالا للأفكار أو المشاعر بأن تؤثر على إنتاجيتنا...
 
- تنويع الأعمال ما بين اجتماعية، رياضية، ثقافية ودينية لعمل توازن للشخصية حتى نحجّم الآثار الناجمة عن الأفكار أو المشاعر المحيطة.
 
- تنظيم الوقت، والإدارة السليمة للوقت عامل مهم للتخلص من الأفكار التي تستحوذ علينا.
 
- ضمن تنظيم الوقت، علينا أيضا التحكم بالأفكار، بحيث لا نعيرها بالا ولا اهتماما أبدا، ونركز على ما علينا القيام به من أعمال... هكذا تتحجم الأفكار، ولا يعود لها تأثير على نفسيتنا ومن ثم إنتاجيتنا...
 
- لا تجلسي مع ذاتك وحيدة لفترات طويلة؛ حتى لا تستحوذ عليك الأفكار التي تستجلب المشاعر...التي هي السبب الأساس فيما تعانين منه...
 
- إن الأفكار من صنع أيدينا، إن لم تكن أفكارا مرضية، ونحن الذين نستجلبها ولهذا نستطيع -إن أردنا- السيطرة عليها كليا... ولهذا فإن تعدد النشاطات مع تنظيم الوقت وعدم الاختلاء بالنفس لفترات طويلة يساعد كثيرا في التخلص من هذه الأفكار...
 
* داومي على الصلاة والذكر، ومن أفضل الذكر "أستغفر الله"، فلا تتركي ثانية من وقت الفراغ لا ترددين فيها "أستغفر الله".
 
* تواصلي مع آخرين من عمرك بنشاطات اجتماعية خيرية، لأن العطاء والتفاعل مع المحتاجين يخرجنا من دائرة الفراغ الذي نعيش، وبالتالي يسخف هذه الأفكار ويمحيها...
 
* ما دمت قد طلبت المساعدة، فإن هذا يعني بأنك ترغبين في التخلص مما تعانين منه، وأتمنى أن تعتمدي الخطوات التي ذكرت لك، وإن شاء الله تتعافين وتحولين مشاعرك لقضية مهمة، أو هدف سام يحسب في صحيفة أعمالك، ويترك بصمة في المجتمع من حولك..
 
بالتوفيق..
 
 
عبلة بساط

بسوء ظني بالناس أفسدت حياتي

 

السؤال
أنا فتاة متعلِّمة متدينة على قدر من الجمال، مشكلتي أنني -لا إرادياً- أشك بالناس وأكذبهم، وهذا انعكس بشكل خاص على خطيبي الذي أحببته حباً جماً، وتركني لهذا السبب، ولم تفد دموعي ولا حبي له، قال إن حبه لي مات بشكي به، وتكذيبي له.. لا أدري ماذا أفعل وأنا حالياً أمر بظرف صعب، وأصبحت أكذب دون مبرر لأستدرج عطف الناس ومحبتهم وبالأخص لعودة خطيبي الذي كان قمة بالحنان معي.. أرشدوني ماذا أفعل؟


 
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. وبعد:
أختي السائلة، يبدو لي أنك قد تعرضتِ إلى موقف أو صدمة نفسية من أحد أقاربك أو ممن تحبين، كأن وثقتِ بأحد وظهر على عكس ما كنت تتوقعين، وبهذا ولّد لديك ردة فعل عكسية اتجاه السلوك الاجتماعي ممن حولك.
وعليك أن تبدئي من حيث وجدت خطئك، وهو تكذيبك للآخرين والشك فيهم، حاولي أن تعيدي رسم منهجك وسلوكك مع المجتمع، أعطيهم ثقتك ولا تلتفتي إلى وساوس الشيطان، فهو يريد أن يحزن المؤمن، ولا تكون الثقة المفرطة العمياء، فلا إفراط ولا تفريط.
جاهدي نفسك ومرنيها لكي تثقي بالكل ما لم تظهر لك قرائن تؤكد العكس.
حاولي أن تبيني له أنك قد غيرت أسلوبك ومنهجك مع الناس كلهم وهو خاصة، وأنك ندمتِ، وأنها هفوة لن تعيديها.
هو لن يصدقك ما لم يكن سلوكك قد تصحح مع الكل وليس معه هو فقط، ربما من كلامك يستطيع أن يعرف مدى صدقك.
أنت تحاولين أن تهربي من تكذيب الآخرين فوقعت به، وهذا خطأ وقعت فيه حتى لا تفقدي ثقة الناس بك، حاولي وحاولي وستجدين صعوبة في بادئ الأمر، ثم يهون عليك بإذن الله تفاءلي وكلك أمل في النجاح.
وفقك الله  لما يحب.
 


ساعة الغداء .. وتواصل أفراد الأسرة

 

قد مرت أيام وهي في ناظري وكأنها الأمس وذكراها الجميلة تجعلها طيفا يمر بألوانه الرائعة بين الحين والآخر .
 
ففيها كان يجتمع إخواني وأخواتي , والوالدان الحبيبان ,الكل يجلس حول مائدة الطعام .
 
إنها ساعة فقط في كل يوم لكننا كنا قد ارتبطنا بها أشد ارتباط , إذ نتبادل الحديث النافع معا وفيها كان يتفقد والدي أحوالنا والغائب منا , الكل يبتسم ويتلطف في الكلام مع الآخرين , ملتزمين بآداب الطعام التي علمها لنا ابي منذ الصغر كما كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم , فهي ساعة سعادة  فليس فيها خبر سيء يذاع ولا صوت غير صوت السعادة .


أحببنا تلك الساعة وانتظرناها , ونقشت في قلوبنا وافتقدناها.... فكنا نجتمع علي الطعام بحب خالص يسيرا كان أو كثيرا فاخرا كان أو متقشفا , فنجد فيه حلاوة عجيبة .
 
وإذا دخل علينا ضيف في لحظتها زادت حلاوة الطعام , ووجد الترحيب والإكرام كأكثر ما يكون ..
 
لقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه أن البركة في الطعام إنما هي بالاجتماع عليه فقد روي أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْكُلُ وَلَا نَشْبَعُ" قَالَ: "فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟" قَالُوا: "نَعَمْ" قَالَ: "فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ " أخرجه أحمد وابو داود وابن ماجه وحسنه الألباني , وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةِ وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ كَافِي الْأَرْبَعَةِ"  صحيح البخاري
وقال علي رضي الله عنه: لأن أجمع إخواني على صاع من طعام أحب إلي من أن أعتق رقبة. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: من كرم المرء طيب زاده في سفره وبذله لأصحابه وكان الصحابة رضي الله عنهم يقولون: الاجتماع على الطعام من مكارم الأخلاق.
 
قَالَ اِبْن بَطَّالٍ :الِاجْتِمَاع عَلَى الطَّعَام مِنْ أَسْبَاب الْبَرَكَة  , وقال السندي في شرح سنن ابن ماجه:  فَبِالِاجْتِمَاعِ تَنْزِل الْبَرَكَات فِي الْأَقْوَات وَبِذِكْرِ اِسْم اللَّه تَعَالَى يَمْتَنِع الشَّيْطَان عَنْ الْوُصُول إِلَى الطَّعَام.
 
وقال ابن المنذر : يستحب الاجتماع على الطعام وألا يأكل المرء وحده؛ فإن البركة فى ذلك .
 
وقال في فيض القدير : وفي الأكل مع الجماعة فوائد منها ائتلاف القلوب وكثرة الرزق والمدد وامتثال أمر الشارع لأنه تعالى أمرنا بإقامة الدين وعدم التفرق فيه ولا يستقيم ذلك إلا بائتلاف القلوب ولا تألف إلا بالاجتماع على الطعام وشر الناس من أكل وحده ومنع رفده كما مر في حديث فمن فعل ذلك وأراد من الناس نصرته على إقامة الدين فقد أتى البيوت من غير أبوابها وربما خذلوه عنادا لبغضهم له إذ البخيل مبغوض ولو كثر تعبده .
 
ونحن اليوم نجد أنه قد أصبح من الصعب جدا تجميع أعضاء الأسرة في آن واحد , في ساعة من نهار , فالكل مشغول في شأنه , وقد تصبح مهمة صعبة لدى معظم الأسر .
 
أصبحت الأمهات تقدم الطعام المفرد لأفراد العائلة كلما قدم أحد منهم , فصار الغذاء أشبه بالتزود بالوقود وأصبح البيت كأنه مطعم أو فندق !
 
والطعام السريع من أخطاء النظام العائلي , ولاشك أننا نلاحظ المجتمعات الغربية التي عادةً ما تعودت على الوجبات السريعة الخارجية وعدم الاجتماع على موائد الطعام متفككة لا ارتباط روحي بين أفرادها لهذا السبب وغيره من الأسباب .
 
وإذا زاد انشغال الأبوين فلست أدرى أين الوقت للآباء إذا أرادوا الحوار مع أبنائهم , وأين وقت الالتقاء معهم, خصوصا وقد أفرز العصر من وسائل التكنولوجيا ما يزيد في بعد أفراد الأسرة وتفرقهم عن بعضهم , فالجلوس الصامت أمام التليفزيون لمشاهدة برنامج ما يزيد في الفرقة حيث الصمت يخيم وكل أحد يبقى في عالمه , ثم الحديث عبر الجوالات يتدرج ليقوم مقام  الحوار الأبوي , والإنترنت يعمق الفردية ويوسع الهوة بين أفراد العائلة , لتصبح عائلاتنا شخصيات متفردة بعيدة عن بعضها داخليا وخارجيا .
 
لقد بنيت بين بعض الآباء وبين أسرهم جدر وحواجز , فصار الولد لا يذكر أباه إلا إذا كان يريد منه مالا أو خدمة !
 
كما نجد افتقاد الصحبة بين أفراد الأسرة , وإخفاء كثير من الأمور التي ينبغي فيها للولد أن يتحدث مع كبير ليأخذ من خبرته وتجربته , حتى المصارحة بين الآباء والأولاد قد اغتربت وهي لن تعود إلا بالمعايشة و بالحب المتبادل
 
إن الاهتمام بصور المعايشة الإيجابية لكفيل بعودة الدفء بين جنبات البيوت , فتقبيل الآباء للأبناء من وقت لآخر واحتضانهم , والاهتمام بالعلاقات الداخلية بين الأب والأم في صورة حب متبادل بينهما من أفضل ما يفعله الأب ويقدمه لأولاده , فمن الحب ينشأ الاحترام في التعامل المتبادل والتقدير المتبادل
 
كذلك مما يزيد الوصال بين الآباء والأبناء اختيار واحدة من ليال الأسبوع حيث يفرغ الأفراد وقتا من يومهم ذلك فتكون ليلة عائلية , فيها يتبادلون الحديث والألعاب المناسبة لعمر كل منهم , وعندما ننجح في تحقيق سعادة نفسية في ذلك الوقت لأولادنا وأنفسنا فإن الاتصال والتواصل سيكون ثمرة هذا اللقاء .     
 
   
أميمة

أعيش حياة مرة واشعر بأنني لن أتزوج!

 

السؤال:
السلام عليكم، أنا أعيش حياة مرة وقاسية فبعد أن خطبني ابن عمتي الذي يفوقني ب20 عاما ورفضي له صرت أحس أنني لن أتزوج مستقبليا بل وعائلتي تنظر لي كأنني عانس... أعطني حلا يخفف علي.


الجواب:
أختي السائلة الكريمة أقدِّر معاناتك وإحساسك، كما أراعي نفسيتك الحزينة التي ربما سببتها ظروفك المحيطة بك، وكذلك نظرة أسرتك، ولكن من واجبي أن أرشدك لما فيه الخير، وأساعدك لتتخلصي من خواطرك السلبية والتي منها:
شعورك بأنَّ حياتك مرة وقاسية، وهذا الشعور يصيب الشخص بالكآبة والحزن والإحباط النفسي، وأنت مسلمة قوية بدينك، وقوية بإيمانك بأنّ كل ما يصيبك في الدنيا من سرّاءٍ أو ضرّاءٍ هو من تقدير الرحمن وتصريفه، فالواجب عليك الرضا بكل ما قسمه الله لك قليلاً كان أم كثيرًا، خيرًا كان أم شرًّا، وتأكَّدي بأنَّك بهذا الرضا ترتعين في جنات العرفين بالله، ممّن صارت أقدار الله عز وجل أحبَّ إليهم من هوى أنفسهم، وأفضل من ملذّاتهم وأحلامهم وأمانيهم الصغيرة..
حياتك جميلة أختي الكريمة بحبك لله، وبرضاك عن الله وعن أقدار الله، وبقوة إيمانك وثقتك بالله، هذه الثقة التي تمنح النفس الضعيفة قوةً وعزيمةً على مواجهة كل التحدِّيات والصعوبات والمشاكل والابتلاءات والمحن التي تُمتحن بها في الدنيا.
فعليك بالرضا في كلِّ أحوالك، والصبر لحكم الله، والإخلاص في التوكل على الله والاستسلام له، فذاك ذروة سنام الإيمان بالله.
وتأكَّدي بأنّك إنْ وطَّنْتِ نفسك على الرضا، عِشْتِ في الدنيا حياةً طيبةً كريمة، ولا تعرف الهموم والمكدِّرات إلى قلبك سبيلاً.
وبهذا توقِدين شعلة الطموح في نفسك، فتتفوَّقين على كلِّ أحزانك وهمومك، وتنجحين في التعامل مع أسرتك والإحسان إليهم، وكسب مودتهم ومحبتهم واحترامهم لشخصيتك، ولتصرفاتك ولاختياراتك، بما فيها اختيارك للزوج الذي ترينه كفؤاً لك، ومن توفرت فيه شروط ومقوِّمات الدّين والصَّلاح، والقادر على إسعادك.
تأكّدي بأنَّكِ تمتلكين من القوة والكفاءة ما تصنعين بها نجاحك بنفسك وباستقلالٍ عن مساعدة غيرك، فما عليكِ إلاَّ أن تُباشِري وظيفتك داخل أسرتك ووسط مجتمعك، وتستغلّي ملكاتك ومواهبك مهما كانت بسيطة، وتغيِّري من طريقة تفكيرك بحياتك، وتقييمك لشخصيتك، وتثقي بنفسك وبقدراتك، وتسعيْ لتصيري عنصرًا نشيطاً وفعّالاً، يفرض وجوده واحترامه على الكل.
ولْتُجَدِّدي نظرة أسرتك، ونظرة كل من يتعامل معك، حين تَرتقي بهم ومعهم في مدارج أعظم وأسمى من مشروع الزواج وعدم الزواج، وحين تثبتي لهم بأنّه لا يتعدَّى أن يكون مشروعًا من بين مشاريع حياتك لا حياتَك كلَّها، وأنّه حلمٌ من بين أحلامك لا كلّ أحلامك، وأنّه هدفٌ من بين أهدافك لا كلَّ أهدافك..
ولتنجحي في هذا التحدّي عليك أن تتحرَّري أوّلاً من هاجس الزواج، حتى لا يتحوَّل إلى كابوسٍ يقضُّ مضجعك، ويؤرِّقك في نومك، ويصرفك عن مباشرة وظائفك وهواياتك بصورةٍ صحيحة، ويحجزك داخل محيطٍ ضيق يحوِّل حياتك لسجن يعذِّبك ويقهرك، ويفقدك ثقتك بنفسك، بل يكفيك أن تدعي أمره لله وهو سبحانه سيختار لك ما فيه الخير، على أن تقبلي على هذا المشروع بشروط الزواج الإسلامي السعيد، لا الشروط المادية أو التي يتعذر توفُّرها في ظروفك الحالية.
كما أنصحك أختي الكريمة بالصبر لأنه يعقُبه النصر، وإياك والاستسلام لواردات ونزغات الشيطان، التي تنهال على النفس كمعاول تهدم أركانها، وتضعف أعمدتها، فينهار بناء النفس السليمة والجسم السليم.
ومن هذه النزغات الشيطانية اعتقادك بأنك لن تتزوجي مستقبلا، لأنه لا أحد فينا يعلم ما هو مقسوم له في حياته، ولا ما هو مقدر له من رزق، أو ذرية، أو زوج، أو مال...
لا أحد فينا يعلم ما بصحيفته مما هو بظهر الغيب إلا الله وحده، ولا أحد فينا يعلم إلا ما علَّمه الله إياه بالقدر الذي يحتاجه فقط.
وعليه جِّددي إيمانك بالله، ووثِّقي رباطك به، وتقرَّبي إليه فهو وحده سبحانه من سيهدي نفسك السكينة والأمان والراحة، وهو من سيرزقك الزوج الصالح الذي يجمعك به في طاعته.
ومهما بلغت من السن ومهما كانت ظروفك صعبة، تأكدي بأن الله سبحانه قادر على أن يبدل حالك بين عشية وضحاها، وأن يرسل إليك من يشاركك حياتك ويسعدك، فتشبثي ببريق الأمل لأنه الشمعة التي تظل موقدة كلما انطفأت أوقديها ثانية، فما أكثر شموع الأمل بحياتك، فلا تجعلي سماءك مظلمة باليأس والقنوط من رحمة الله ومن فضله.
أتمنى قريبا إن شاء الله أن تزفيني بخبر زواجك وتغير أحوالك للأحسن، وأنا على ثقة بأنك ستنجحين في تحقيق أحلامك، كما نجحت اليوم أن تراسلي الموقع وتعرضي مشكلتك وتطلبي حلا لها.
أسأل الله العلي القدير أن يسعدك ويرزقك الزوج الصالح، وأن يفرج كربتك وييسر عسرتك، وأن يرضِّنا وإياك بقضائه ويبارك لنا في أقدارنا، حتى لا نحب تعجيل شيء أخَّره عنّا، ولا تأخير شيء عجَّله لنا.
 

صفية الود

فتاة أميركية تدخل الإسلام

 

كنت في السادسة عشر من عمري أعيش في إحدى ولايات أمريكا، وأسرتي من نوع (البروتستانت) المتشددين.. أسرة لها اسمها الكبير في الولاية. أذهب معهم إلى الكنيسة كل أسبوع للصلاة. أستمع إليهم كل يوم أحد ما يرددونه حول الإسلام والمسلمين. يقولون أن المسلمين يحبون القتل وسفك الدماء والإسلام دين عنف وإرهاب. يقولون أن المسلمين أناس في منتهى الغباء والإجرام؛ ليس عندهم حرية ولا ديمقراطية! يفتخرون بتعدد الزوجات (أربعة). بعد أن سمعت كل ذلك تكونت عندي فكرة تسود عليها الحقد والكراهية تجاه هذا الدين دون أن أرى مسلمًا في حياتي!
بدأت أفكر هل هذا الكلام صحيح؟ كل ذلك وضعته في جانب، والجانب الآخر وضعت فيه شيئًا أخرًا وهو ( أربع زوجات ) كيف. كيف. كيف؟


وانتهت الصلاة وذهبت إلى بيتي وبدأ فكري وعقلي يدور، لم أستطع التحكم كلما أردت أن أتجاهل هذا الموضوع لم أستطع. هل هذا الكلام واقعي؟ ورغم أنني أذهب إلى الكنيسة معهم لكن كان عندي شيء من الشك يراودني بأن هذا الدين وهذه الصلاة ليست هي الحق. ذهبت إلى عملي وكل من عاش في أمريكا أو ما يشبهها يعرف أنك مهما كان عندك من المال لابد أن تعمل؛ خصوصًا وقت الإجازة الصيفية.
 
وخلال وقت عملي دخل شاب أسمر البشرة. وعندما رأيته قلت لزميلتي دعيه سوف أتولى الأمر، وقلت له تفضل إلى هنا اجلس، وأعطيت له قائمة الأسعار. وطلب كوبًا من الشاي و فطورًا، ثم قال أرجوك أخبري الطباخ ألا يطبخ البيض على نفس المكان الذي يطبخ علية الخنزير. سألته: هل لي أن أسأل لماذا؟ أجاب لأنني مسلم.
تغير لون وجهي وصارت تسري النار في جسمي، وبدأ حالي يتغير وخشيت أن يلاحظ ذلك الزبائن، لكني تمالكت أعصابي. ألقيت علية أول "قنبلة": أنتم الذين تتزوجون أربعة أزواج؟ بكل بساطة وهدوء أجاب: "الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يقول إن لم تعدل فواحدة تكفي." قلت له: لا.. لا.. لا.. أريدك أن تثبت لي هذا الكلام. بكل هدوء قال: إن شاء الله.
بدأت النار تسري فيّ من جديد، وقلت له: ومن هو الله عندكم؟ أجاب: الله الذي لا اله إلا هو لا شريك له، لم يلد ولم يولد.
اشتدت النار عليّ وكاد أن ينفذ صبري ولكنني في مكان عمل. قلت له أنت عندك رب غير عيسى؟ أجاب: نعم، ولكن الإجابة تحتاج إلى وقت ومكان غير هذا للشرح.
لكني كنت ما زلت أغلي في نفسي، فلماذا لم أر الأشياء التي سمعتها عنهم في الكنيسة؟ ماذا يحدث؟ هل هذا صحيح أم أنه يمثل؟ خرج وقال سأعود غدًا إن شاء الله بالدليل.
 
ذهبت إلى بيتي وأنا لا أدري ماذا حدث لي.. أفكر وأفكر وأفكر.. متى يأتي الغد؟! وأخيرًا جاء الغد وذهبت إلى العمل أنتظره وأقول متى يأتي بالدليل؟ لن يأتي بالدليل! هم جبناء ومجرمون كما تعلمنا! وأخبرت زميلاتي بالموضوع. والكل حول أنظاره إلى خارج المطعم.. أحدنا تقول سوف يأتي، والأخرى تقول لن يأتي. وزميلاتي هؤلاء أصحاب ديانات مختلفة.
 
وخلال حديثنا نظرت من زجاج النافذة ورأيته أتى متجهًا إلى المطعم وفى يده كتاب وأوراق. صار الكل يقول لقد أتى، لقد أتى ومعه الدليل؛ الدليل في يده. وفي هذه اللحظة لا أدري ماذا حدث لي؛ تحولت النار إلى شيء آخر. بدأت أهدأ فلا أريد الهجوم.. لا أدرى ماذا حدث لي.. دخل و ألقى التحية والكل ينظر إليه، وجلس وبسرعة أحضرت له كوب الشاي. ثم أخذت الإذن من المديرة بأن أجلس كي أناقش معه الموضوع؛ فوافقت. جلست وسألته كيف حالك وكيف حال عملك؟ لم أسألك بالأمس من أنت ومن أي بلد وكيف حال أسرتك؟ وبدأ يتعجب ثم قال ألم تسأليني عن الدليل؟ قلت له لا لن أسألك على الدليل. تعجب وقال لن تثقي بي. قلت بلا أثق بك! ودار الحوار وأنا أفكر هل هذا صحيح؟ كيف هم يقتلون الناس و يحبون الدماء وغدارين كما علموني؟ هل هذا صحيح؟ لم أرَ حتى الآن إلا الصدق وحسن الكلام. و بدأ الكلام من هو الله الذي تكلمت عنه بالأمس وشرح لي. وسألت من هو إذن عيسى؟ أجاب وشرح لي القصة، ثم ألقى علي سؤال كان كالصاعقة. سألني: إذا كان لديك طفلة وأردتِ أن تشرحي لها قصة عيسى، فأي قصة ستخبرينها؟ القصة التي تعلمتيها في الكنيسة، أم القصة التي شرحتها لك الآن؟
وكان الجواب دون تردد: سأشرح لها القصة التي شرحتها لي الآن (من القرآن)!
ثم انتهى اللقاء على أساس أنه سوف يأتي لي بكتب إسلامية تشرح حقيقة الإسلام وسمو مبادئه وعدالتها، وأنه دين الرحمة.
 
ذهبت إلى أسرتي ودار النقاش بيني وبينهم وشرحت لهم ما حدث. قالوا لي: ابتعدي عن هذا المسلم الشرير! ابتعدي عن هذا المسلم القاتل!
قلت لهم إنه ليس بشرير، وليس بقاتل؛ بل إنه صادق.
سألوني ماذا قال لك؟
فكانت المعركة الكبرى؛ قلت لهم قصة عيسى –عليه السلام- الذي شرحها لي. فلم أجد إلا الأصوات ترتفع والاستنكار والتهديدات يعلوان، ثم هددوني بالطرد من البيت.

ذهبت وشرحت للشاب المسلم القصة، وبعد شهور ازداد الأمر عليّ سوءَا فعزم أهلي على طردي من البيت. وأخبرت الشاب وفاجأني بعرضه علي الزواج، فوافقت في الحال. وذهبت إلى والدتي وعرضت عليها الأمر لكنها قابلت الأمر بردة فعل عكسية. حاولت تهدئتها، وأخبرتها بعزمي على الأمر وعدم تراجعي.

بعد أيام تم الزواج وانتقلت إلى بيت زوجي ورأيت الزوج المخلص الذي يعرف كيف يتعامل مع زوجته. فأصبح يحضر لي الكتب والشرائط الإسلامية، ولم يرغمني على الدخول في الإسلام، ولكن كان يتمنى ذلك بشدة.
 
وبعد تفكير واقتناع، اتخذت أهم قرار في حياتي. سوف أقولها.. سوف أنطقها.. سوف أعترف.. لا إله إلا الله محمد رسول الله... أخيرًا قلتها من أعماق قلبي. أخيرًا نطقتها بكل اقتناع. أخيرًا أخرجتها. وظللت أبكي وأبكي. هل أبكي من الفرحة أم أبكي على ما قد ضاع من عمري في الكفر؟ أبكي وأبكي. تذكرت قول الله سبحانه وتعالى: (إن الله يغفر الذنوب جميعًا). شعرت بأني أريد أن أصعد إلى أعلى مكان في العالم و أصرخ بأعلى صوتي وأقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.. أريد أن يعرف العالم كله أني قد أصبحت مسلمة.. أريد أن أذهب إلى كل أصدقائي وأخبرهم بروعة الإسلام.. أريد أن أخبرهم عما أحس به.. أشعر بأني مولودة جديدة..
 
أخرجت كل ما كان في قلبي من شِرك، وسوف أملأه حبًا لله وللرسول صلى الله عليه وسلم. أريد أن أتجه إلى الدعوة في سبيل الله وأنقذ من في غفلة من أمره. وبالفعل أصبحت أدعو من حولي وأكرمني الله سبحانه بهداية كثير من زميلاتي إلى الإسلام، بالرغم من أني حاولت دعوة أسرتي  لكن دون جدوى. فتذكرت قول الله سبحانه (إنك لا تهدي من أحببت)

مرت السنون ورزقني الله سبحانه وتعالى بأربعة أطفال. قررنا أن نغادر هذه الدولة إلى ديار الإسلام ونهتم بتعليم أولادنا اللغة العربية والقرآن الكريم. أردت أن أقضي حياتي بين أهلي المسلمين وأعيش بينهم. أريد أن أتعلم اللغة العربية وأعلمها لأولادي. تركت أهلي وبلدي وكل شيء ابتغاء رضوان الله. و غادرت... ولكن كانت المفاجأة الكبرى! وجدت في كثير من الأحيان مسلمين بلا إسلام!
 

أهؤلاء النساء إماء ... ؟؟

 

نظرة مؤلمة:
أتعجب كثيراً وأقف في حيرة الحليم ... ، حينما أرى هذه الصورة المؤرقة المحزنة ، التي تترى على أبصارنا كثيراً كثيراً ، وتملأ القلوب بعاصفة مزلزلة من الفتن والشهوات واللذات المحرمة ، إنها الصور المتبرجة والعارية الفاضحة على صفحات العالم من المجلات والدوريات والجرائد وصفحات الشبكة العنكبوتية، فضلاً عن الشوارع والسينما والشاشات والفضائيات وكذلك الإعلانات المخزية للسلع والمنتجات وغالب المطعومات والمشروبات.
 
ويزداد الألم والكمد حينما نعلم أنها صورة من صور قومٍ تسموا بأسمائنا، وسكنوا بيننا ، وكثير منهم أقارب لنا ، فهم أمهات وأخوات ، وخالات وعمات ، وزوجات وبنات ، ومحارم وأصهار، وجيران ومعارف.


كانت المرأة في الجاهلية الأولى من سقط المتاع ، ... لا كرامة لها توزن بها إنسانيتها ، ... لا وزن ولا اعتبار لأنها شيء قليل حقير ، ... لا مكانة لأنها ليس كالرجال ، ... لا سلطان لأنها ليست صاحبة القرار ، ... لا ملكية لأنها مملوكة وما ملكت ، ... لا حرية لأنها عبدة مستعبدة ، ... لا اختيار لأنها تحت إمرة سيدها، ... لا تصرف لأنها لا تملك شيئاً ، ... متاع لكل من أراد ، ... شهوة لكل طالب لذة في الحرام أو في الحلال سواء ، ... أمة تباع في أسواق النخاسة والعبيد ، ... ذليلة حسيرة كسيرة ، ... توأد حيةً بالقتل والدفن بين الحفر والرمال ، وبين أحضان العواصف الهائجة في تخوم الجبال ، ... وما كان لها من شأن إلا بقايا من دين إبراهيم عليه السلام أومروأة الرجال ... ، إلى آخر ذلك من الذل والهوان .... ، وهذه هي امرأة الجاهلية الأولى وبنتها..
 
تكريم رباني :
أما الإسلام ... فقد غير مجرى تاريخ المرأة ، وصاغ بناء شخصيتها بناء جديداً فريداً ، حقاً أقول لقد ولدت المرأة في دين الإسلام مولداً جديداً طاهراً ، لقد رفعها الإسلام وصان لها كرامة إنسانيتها ، لأنها مخلوقة كالرجل ومن الرجل وللرجل سواء بسواء كما قال تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " ، وقال تعالى :" وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ " ، وقال تعالى :" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ، وفك الإسلام قيود الجاهلية من الذل والاستعب اد لها ، وقدم لها الحرية في حدود الشريعة التي رسمها الله تعالى ، وتحفظ لها كرامتها وأنوثتها وإنسانيتها ...
 
لقد صاغ الإسلام سياجاً وقائياً قوياً ، لحماية المرأة من أن ينالها سوء أو مكروه ، أوتقع ثانية في موارد الذل والإهانة والعبودية لغير خالقها تعالى ، فمن ذلك :
 
1- أن كرم الإسلام المرأة تكريما عظيما ، كرمها باعتبارها ( أُمّاً ) يجب برها وطاعتها والإحسان إليها ، وجعل رضاها من رضا الله تعالى ، وأخبر أن الجنة عند قدميها ، أي أن أقرب طريق إلى الجنة يكون عن طريقها ، وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد التأفف ، وجعل حقها أعظم من حق الوالد ، وأكد العناية بها في حال كبرها وضعفها ، وكل ذلك في نصوص عديدة من القرآن والسنة .
 
ومن ذلك : قوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ) الأحقاف/15 ، وقوله : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23، 24 .
 
وروى ابن ماجه (2781) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَال َ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ : قَالَ : وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : ارْجِعْ فَبَرَّهَا . ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْجَانِبِ الآخَرِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، قَالَ : وَيْحَكَ ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا . ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، قَالَ : وَيْحَكَ ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : وَيْحَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ ) صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة . وهو عند النسائي (3104) بلفظ : ( فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا ) .
 
وروى البخاري (5971) ومسلم (2548) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ .قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ ) . إلى غير ذلك من النصوص التي لا يتسع المقام لذكرها .
 
وقد جعل الإسلام من حق الأم على ولدها أن ينفق عليها إذا احتاجت إلى النفقة ، ما دام قادرا مستطيعا ، ولهذا لم يعرف عن أهل الإسلام طيلة قرون عديدة أن المرأة تُترك في دور العجزة ، أو يخرجها ابنها من البيت ، أو يمتنع أبناؤها من النفقة عليها ، أو تحتاج مع وجودهم إلى العمل لتأكل وتشرب .
 
2- وكرم الإسلام المرأة زوجةً ، فأوصى بها الأزواج خيرا ، وأمر بالإحسان في عشرتها ، وأخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إلا أنه يزيد عليها درجة ، لمسئوليته في الإنفاق والقيام على شئون الأسرة ، وبين أن خير المسلمين أفضلُهم تعاملا مع زوجته ، وحرم أخذ مالها بغير رضاها ، ومن ذلك قوله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 ، وقوله : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة/228 .
 
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468) .
 
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ) رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
 
3- وكرمها بنتا ، فحث على تربيتها وتعليمها ، وجعل لتربية البنات أجرا عظيماً ، ومن ذلك : قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ) رواه مسلم (2631) .
 
وروى ابن ماجه (3669) عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه . وقوله : (من جِدَته) أي من غناه .
 
4- وكرم الإسلام المرأة أختا وعمة وخالة ، فأمر بصلة الرحم ، وحث على ذلك ، وحرم قطيعتها في نصوص كثيرة ، منها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفْشُوا السَّلامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ ) رواه ابن ماجه (3251) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
 
وروى البخاري (5988) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : قال اللَّهُ تعالى – عن الرحم- : ( مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ ) .
 
وقد تجتمع هذه الأوجه في المرأة الواحدة ، فتكون زوجة وبنتا وأما وأختا وعمة وخالة ، فينالها التكريم من هذه الأوجه مجتمعة .
 
وبالجملة ؛ فالإسلام رفع من شأن المرأة ، وسوى بينها وبين الرجل في أكثر الأحكام ، فهي مأمورة مثله بالإيمان والطاعة ، ومساوية له في جزاء الآخرة ، ولها حق التعبير ، تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله ، ولها حق التملك ، تبيع وتشتري ، وترث ، وتتصدق وتهب ، ولا يجوز لأحد أن يأخذ مالها بغير رضاها ، ولها حق الحياة الكريمة ، لا يُعتدى عليها ، ولا تُظلم . ولها حق التعليم ، بل يجب أن تتعلم ما تحتاجه في دينها . ومن قارن بين حقوق المرأة في الإسلام وما كانت عليه في الجاهلية أو في الحضارات الأخرى علم حقيقة ما قلناه ، بل نجزم بأن المرأة لم تكرم تكريما أعظم مما كرمت به في الإسلام .
 
ولا داعي لأن نذكر حال المرأة في مجتمع الإغريق أو الفرس أو اليهود ، لكن حتى المجتمعات النصرانية كان لها موقف سيء مع المرأة ، فقد اجتمع اللاهوتيون في "مجمع ماكون" ليبحثوا : هل المرأة جسد بحت أم جسد ذو روح ؟! وغلب على آرائهم أنها خِلْو من الروح الناجية ، ولا يستثنى من ذلك إلا مريم عليها السلام . وعقد الفرنسيون مؤتمرا سنة 586م للبحث في شأن المرأة : هل لها روح أم لا ؟ وإذا كانت لها روح هي روح حيوانية أم روح إنسانية ؟ وأخيرا قرروا أنها إنسان ! ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب . وأصدر البرلمان الإنجليزي قرارا في عصر هنري الثامن يحظر على المرأة أن تقرأ "العهد الجديد" لأنها تعتبر نجسة . والقانون الإنجليزي حتى عام 1805 م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته ، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات .
 
وفي العصر الحديث أصبحت المرأة تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في العمل لنيل لقمة العيش ، وإذا ما رغبت في البقاء في المنزل فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها وثمن طعامها وغسيل ملابسها ! ينظر : "عودة الحجاب" (2/47- 56) .
 
فكيف يقارن هذا بالإسلام الذي أمر ببرها والإحسان إليها وإكرامها ، والإنفاق عليها ؟!
 
(الإسلام سؤال وجواب).
 
5- ومن ذلك أيضاً : أن الإسلام صاغ لها قواعد جليلة كبرى حفاظاً عليها من عبث العابثين ، وشهوات المغرضين والغاوين فمما شرع الإسلام :
 
أولاً: أمر المرأة المسلمة بالقرار في بيتها .
 
ثانياً: منع الاختلاط عند الخروج .
 
ثالثاً: منع الدخول عليهن والاختلاء بهن .
 
رابعاً : حرم سفرها من غير محرم .
 
خامساً : أمرها بلبس الحجاب والاحتشام عند الخروج من بيتها وقرارها للحاجة والضرورة والعلم والبيع والشراء ، وحرم عليها التبرج والعري والسفور ، وإظهار الزينة والمفاتن .
 
سادساً : أمرهن بغض البصر عن الرجال إلا من ضرورة شرعية ، وكذلك أمر الرجال بالعفة وغض البصر عن المحرم من النظر إلى النساء . إلى غير ذلك من قواعد صيانتها والمحافظة عليها من لوث الجاهليات البشرية، والشهوات المحرمة الجامحة في النفوس الدنيئة الضعيفة.
 
• نداء الفطرة :
واليوم وبعد طول زمان ، عبث العابثون ، وطمع الطامعون ، خلف هذه الجوهرة المصونة ، واللؤلوة المكنونة بنت الإسلام ، فأخرجوها من قعر بيتها ، ومكان تشريفها ، ولباس حيائها وعفتها وطهرها ، وابتكروا لها وسائل متنوعة من العبث واللهو بها ، وجعلها دمية بأيديهم ، ومحلاً لشهواتهم الرخيصة ، وخدعوها وقالوا حرروها ، وأعروها وجردوها من لباسها وجوهرها ، وقالوا قدموها وطوروها ، وجعلوها محلاً نجساً لأغراض فروجهم وفواحشهم ، وقالوا وردة زاهية نستنشق عبيرها ، لقد صيروها لاعبة للكرة تتعرى في النوادى من أجلها ، وصيروها ممثلة وفنانة زعموا ليتمتعوا بها من خلف الكواليس الشيطانية ، وليغروا بها السفهاء والإماء والجاهلين، وصيروها قائداً للسيارات توصلهم إلى أغراضهم الدنيئة كثيراً ، وصيروها رئيسة للوزراء ، وقاضية للمحاكم ، ومديرة للنوادي ، وخادمة للركاب في الطائرات والاستراحات ، وتقديم المنافع وربما الفواحش والزنا في الفنادق والبارات ... ، وجعلوها عارضة للأزياء العالمية والموضات ، وجعلوها تاجرة مروجة للسلع والمأكولات وأطباق الحلويات ... ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى ...
 
وليت شعري ... ماذا قدمت المدنية العصرية الحديثة للمرأة من جديد .. في عالم التقدم والحرية... كل ذلك فضلاً عن أنها صورها وجمالها الذي يلفت انتباه الناظرين ... والآن صارت صورة المرأة فضلاً عن جسدها تعرض بأرخص الأثمان ، تعرض على صفحات الشبكة العنكبوتية بلا خجل أو وجل ، ... وسؤال راودني كثيراً ... أين آبائهم وأمهاتهم ....؟؟ وأين إخوانهم وأقربائهم ...؟؟ وأين ... وأين ... وأين ...
 
ذكرتني هذه الصور المؤلمة من التردي والتلهي بالمرأة المسلمة ، بما كانت عليه أيام الجاهلية ، فالإسلام أمر المرأة بالستر والحجاب عن الرجال ، فكيف بالعالم ، لقد أمرت المرأة بالحجاب وتميزت الحرة به دون الإماء من العبيد والخدم وغيرهن ، حتى قالت هند رضي الله عنها وهي تبايع النبي صلى الله عليه وسلم على ترك الزني والفواحش : أو تزني الحرة يا رسول الله ..؟؟؟
 
نعم أو تنشر الحرة اليوم صورها ولباسها وتعريها على صفحات الجرائد والمجلات والجرائد ...؟؟
 
أو تنشر الحرة زينتها وجمالها ليراها كل العالمين من الصالحين والطامعين والمغرضين ..؟؟
 
أو تصنع المرأة اليوم مدونة أو موقعاً لها أو منتدىً تنشر فيه ما لديها من حيائها وعفتها وكرامتها..؟؟؟
 
إن كل ذلك ... من صفات الإماء والعبيد وليس من صفات الحرائر والعفائف والطاهرات ...
 
حقاً : لقد تحولت المرأة اليوم من جديد ببعدها عن معينها ومنبع عزها إلى أمة تباع على كل الوجوه ، وتعرض في كل الأماكن وبأرخص الأثمان ..
 
فمتى ترجع المرأة المسلمة الحرة العفيفة إلى النور ..؟ ، ومتى تتلمح البصيرة والهداية ...؟ ، ومتى تعلن التوبة والرجعة...؟ ، ومتى تسلك طريق الصالحات القانتات خلف النساء الحرائر...؟ ، ومتى تفقه فقه عائشة أم المؤمنين ، وحياء فاطمة الزهراء البتول ...؟ ، وطهارة مريم بنت عمران ، وعزة آسية بنت مزاحم ، ونفاسة نفيسة البيت والعلم ...؟؟
 
ومتى يصحو قلبها وإيمانها ليقول لها : : أو تزني الحرة يا رسول الله ..؟؟؟
 
نعم أو تنشر الحرة اليوم صورها ولباسها وتعريها على صفحات الجرائد والمجلات والجرائد ، في خزي فاضح ، وعيب لائح ...؟؟ عصمنا الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
 
 
عاطف عبد

الاختلاط بين الجنسين وظاهرتي السعار والشذوذ

 


إذا قال بعضهم إن وضع إناء البنزين مفتح الجنبات مشقق الغطاء بقرب النار ليس سبباً طبيعياً للاشتعال، لاتهم الناس عقله أو رموه بالجهل الفاضح والمكابرة والإنكار لبعض مقتضيات الطبيعة، ومع ذلك يصر بعض منتسبي الثقافة والعقل! على أن خلط النساء بالرجال لا يقتضي إشاعة الفاحشة ولا استعار الشهوات! مع أن الميل بين الجنسين طبيعة أودعها الله سائر الثقلين وأنواع الحيوانات، وجعلها من القوة بمكان يناط به بقاء الأجناس الحيوانية والبشرية على ظهر البسيطة.

إن إنكار أثر الخلطة على تأجيج الشهوات جهل ومكابرة وجحد لطبائع النفوس! تدعو المنصفين لازدراء قول ذلك الجاحد المكابر للمعلوم بالحس!
لكن أقبح من هؤلاء الجهلة جهلة آخرون يزعمون أن الفصل بين الجنسين سبب لتأجيج الشهوات، والانحراف نحو الشذوذ، وربما تجرأ بعضهم فرما من استجاب لنداء الفطرة والعقل وطالب بالفصل بين الجنسين بسوء النية والقصد، وفساد الخواطر والقلب، وكل ذلك ضرب من الإرهاب الفكري المقيت، يُحصر فيه الناس بين خيارين؛ إما الاختلاط ولقائل أن يقول: الزنا، وإما الشذوذ، سبحان الله! ألا يرى هؤلاء إلاّ الجنسَ المحرم، مَثَلُهم كمثل من يقول: إما أن يأكل الناس مما لم يذكر اسم الله عليه، أو يأكلون لحم الخنزير. عجباً! وأين ذهب الحلال الطيب؟
 
ولك أن تعجب أيضاً من ذلك الشرف، وتلك العفة، التي يزعم امتلاكها من يبيح الاختلاط، ويتهم من ينادي بالفصل بسوء القصد! وأتساءل هل حقاً بلغت السذاجة بأناس مبلغاً يدفعهم لتصديق هذا الدّعي؟!
 
ثم هل يعلم القائلون بهذه الدعوى السمجة أن بالولايات المتحدة وحدها نحواً من خمسين مليون شاذ[1]!
 
وهل يعلم هؤلاء الأدعياء مَن الذين يحمون شذاذ الآفاق، مِنْ الذين انتكست فطرهم في الدول العربية والمسلمة؟ هل رأيتم شعباً مسلماً خرج في مظاهرة لحماية حقوق منتكسي الفطر والميول من أهل الشذوذ؟ اللهم لا؛ ولكنّا رأينا احتجاجات بمباني الأمم المتحدة في جنيف، وخارج المكتب الثقافي التابع للسفارة المصرية بواشنطن. وسمعنا بانتقدات جماعات حقوق الإنسان الدولية، لحادث قبض على بعض الشذاذ في أرض الكنانة أسفر عن إدانتهم ومحاكمتهم[2]!
 
حتى قال محرر الأهرام العربي: "بعد أن رفع الشواذ الأمريكيون شعار الحرية الشخصية الذي تبناه خمسة وثلاثون‏ من أعضاء الكونجرس في رسالة مسمومة إلى الرئيس مبارك يلوحون فيها بورقة المعونة الأمريكية للضغط على مصر بهدف إلغاء محاكمة المتهمين الـ‏52‏ في قضية الشذوذ ومنح الحرية الكاملة لأي شاذ يمارس الجنس مع أشخاص بالغين من الجنس نفسه‏.‏
 
ولأن الحملة الأمريكية يقودها شاذ أمريكي يدعي "باري فرانك" عضو الكونجرس عن ولاية "ماستشوستس" ومعه "توم لانتس" المعروف بالمشاركة الدائمة والمنتظمة في أي حملة ضد مصر فقد جاء الرد سريعاً وفي نفس الاتجاه من أوروبا‏..‏ وبالتحديد من أمام السفارة المصرية في جنيف حيث وقف عشرات الشواذ يتظاهرون منددين بانتهاك الحكومة المصرية لحقوق الشواذ وحرمانهم من ممارستهم لحريتهم‏!!‏ والمفارقة أن المظاهرة جاءت ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للشواذ والسحاقيات الذي أقيم الأسبوع الماضي في العاصمة السويسرية‏.‏
 
ولم تسلم جمعيات حقوق الإنسان في مصر من الحرب الشرسة‏،‏ إذ نالت مئات الهجمات العنيفة على مواقعها عبر الإنترنت بالإضافة إلي تهديدها بوقف التمويل مالم تنتفض لنجدة ونصرة الشواذ في مصر وتهيئ لهم أجواء الفجور والفسوق‏!!"[3]‏.
 
"لقد أضاف الدستور البريطاني مادة جديدة تتيح للموظف المسئول، حرية الإعلان عن ميوله الجنسية‏،‏ فكانت النتيجة أن أعلن أربعة وزراء عن ميولهم الشاذة، وسكت آخرون، فصادف أن وقف (توني بلير) -رئيس الوزراء البريطاني السابق- في أحد المؤتمرات الصحفية بعد إعلان أحد الوزراء عن ميوله الجنسية الشاذة‏،‏ فلم يجد سوى أن يقول:  تلك ميول شخصية لا تؤثر على كفاءته في العمل كوزير!
 
وعندما حاولت ملكة هولندا في السنوات الأخيرة الالتزام ببروتوكول القصر الملكي، فحرمت حوالي‏ أربعة عشر‏ سفيراً ودبلوماسياً هولندياً شاذاً -أعلنوا عن ميولهم في الملأ- من حضور حفلات ملكية، وجدت المتحدث الرسمي الأول لمجلس الدولة –الشاذ- يعرب عن اعتراضه على هذا الحرمان، وامتنع عن حضور المؤتمرات، التي تعقد في القصر لأنه لا يستطيع أن يصطحب صديقه!
 
ولست أدري أين وصلت فرنسا في قانون (باكس) للتضامن الاجتماعي، وأهم البنود المطروحة في مشروع القانون مسألة السماح لأي زيجة بين الشواذ تمنحهم الحقوق المدنية المكفولة للأزواج الطبيعيين مثل حقوق الميراث، والاحتفاظ بالممتلكات بعد وفاة أحد الطرفين‏.‏ وهناك مشروع مماثل جار بحثه في بلجيكا بعد ضغوط من بعض المنظمات الدولية الكبرى التي ترعى هؤلاء الشواذ[4].‏
وقبل أمد ليس بالبعيد وقف أمام الملأ نائب الرئيس الأمريكي السابق "ديك تشيني" ليدافع في مقابلة تلفزيونة أجرتها معه " إم إس إن بي سي" عن حقوق ابنته الشاذة في حماية حياتها الخاصة، معرباً عن حبه الشديد لها، وقد كان ناشطون شذاذ دعوا ابنته "ماري" للتنديد بمقترح الرئيس جورج بوش من أجل تعديل الدستور لحظر الزواج من نفس الجنس[5]!
 
وفي تقرير للسي إن إن جاء ما نصه: "...في الدنمارك على سبيل المثال، فإن قوانين الزيجات المدنية لكلا الجنسين موجودة منذ عام 1989، فيما تبعت دول أخرى من الدول الاسكندينافية هذه التشريعات في التسعينات.
 
وكان الهولنديون أول الشعوب التي ألغت الحواجز بين الزيجات التي تربط بين رجل وامرأة والمثليين، وتبعتها لاحقاً بلجيكا.
 
وفي أمريكا الشمالية كانت كندا سباقة في مضمار العفن والرذيلة هذا عندما أعلنت في يونيو/حزيران عن خطط تتعلق بتشريع زواج المثليين، حيث شهدت لاحقاً مدينة أوتاوا قدوم العديد من المثليين إليها لعقد زواجهم.
 
كذلك فإن اللواط أو اشتهاء المماثل في دول إفريقية عدة يعتبر أمراً مخالفا للقوانين، فيما زواج المثليين يعتبر مسألة بعيدة كل البعد عن التفكير بها، لكن في جنوب إفريقيا بدأت جماعات المثليين بالمطالبة بهذه الحقوق مؤخراً.
أما في اليابان فإنه لم يعد ينظر إلى اللواط أو السحاق كمرض نفسي، إلا أن العديد من المثليين لا يزالون يعيشون تحت ضغوط اجتماعية، مع أن اليابان تعتبر أقل اكتراثاً بخطر هذه المسالك من معظم الدول الآسيوية.
 
أما الدول الكاثوليكية مثل إسبانيا وإيطاليا فإنها ترفض الاعتراف بحقوق المثليين، وذلك بعد الموقف الرافض من الفاتيكان لهذا الرباط، غير أن هناك استثناءات مهمة.
ففي البرتغال وإقليم الباسك في إسبانيا، فإن الأزواج المثليين الذين يقيمون مع بعضهما البعض منذ أمد ليس بالقصير يحصلون من المعونات الاجتماعية مثل ما يحصل عليها الأزواج العاديون، وفي العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس فإن الأزواج المثليين يمكنهم التسجيل لعقد رباط مدني.
 
أما فرنسا وألمانيا فلديهما قوانين تشرع الرباط المدني، فيما بريطانيا بدأت الاستعدادات لتبني مثل هذه التشريعات"[6].
وهكذا يستشري الشذوذ في تلك المجتمعات التي لاترعى للاختلاط حرمة، ويتقدم ليقتحم الكنائس والبيع، وقد أثارت الصحف الأمريكية قبل حوالي ستة أشهر، نبأ انتخاب "جين روبنسون" أول أسقف شاذ للكنيسة الأسقفية البروتستانتية، التي تضم حوالي 3.2 مليون نصراني، ينتمون إلى الكنيسة الانجليكانية، يباركهم جميعاً هذا القس الشاذ[7]!
"ولن تعجب كثيراً إذا علمت أن اليهود كان لهم السبق في دعم مثل هذه التوجهات الشاذة في خطوة غير مسبوقة عندما صوت الحاخامات المنتمون لأكبر تجمع يهودي في الولايات المتحدة لصالح الاعتراف بزواج الشواذ وذلك في المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكيين التابع لحركة الإصلاح اليهودية حيث صرح رئيس المؤتمر[تشارلز كرولوف]:'إن من حق الشواذ الاعتراف بزواجهم واحترامهم'،ومنذ عام 1995، والحركة توافق على تعيين حاخامات مثليين"[8].
 
وعلى صعيد آخر ضرب آخر من الشذوذ تراه يستشري في تلك المجتمعات ألا وهو اقتراف الفاحشة مع المحارم وقد قال بعض باحثي تلك الأمم منذ قرابة الثلاثة عقود: "إن هذا الأمر لم يعد نادر الحدوث، وإنما هو لدرجة يصعب تصديقها، فهناك عائلة من كل عشر عائلات يمارس فيها هذا الشذوذ"[9].
 
"فهذه هي الجاهلية الحديثة في أوروبا وفي أمريكا ينتشر فيها هذا الانحراف الجنسي الشاذ انتشاراً ذريعاً. بغير ما مسوغ إلا الانحراف عن الاعتقاد الصحيح، وعن منهج الحياة الذي يقوم عليه.
وقد كانت هناك دعوى عريضة من الأجهزة التي يوجهها اليهود في الأرض لتدمير الحياة الإنسانية لغير اليهود، بإشاعة الانحلال العقيدي والأخلاقي.. كانت هناك دعوى عريضة من هذه الأجهزة الموجهة بأن احتجاب المرأة هو الذي ينشر هذه الفاحشة الشاذة في المجتمعات! ولكن شهادة الواقع تخرق العيون. ففي أوروبا وأمريكا لم يبق ضابط واحد للاختلاط الجنسي الكامل بين كل ذكر وكل أنثى -كما في عالم البهائم! وهذه الفاحشة الشاذة يرتفع معدلها بارتفاع الاختلاط ولا ينقص! ولا يقتصر على الشذوذ بين الرجال؛ بل يتعداه إلى الشذوذ بين النساء. . ومن لا تخرق عينيه هذه الشهادة فليقرأ: (السلوك الجنسي عند الرجال) و (السلوك الجنسي عند النساء) في تقرير (كنزي) الأمريكي. . ولكن هذه الأجهزة الموجهة ما تزال تردد هذه الأكذوبة، وتسندها إلى حجاب المرأة. لتؤدي ما تريده بروتوكولات صهيون، ووصايا مؤتمرات المبشرين!"[10].
 
إن من أعظم أسباب الشذوذ اضطراب الأسرة، وانشغالها عن رعاية بنيها، ولهذا كان من البدهي استشراء الشذوذ في الغرب الذي بات مصير الأسرة فيه مهدداً بالانقراض إثر الانحلال المتفشي. فعندما تهمل الأسرة أبناءها‏، تكون النتيجة المرتقبة انحرافهم بأشكال مختلفة، قد يمثل الشذوذ أحدها‏، خاصة عندما ينشأ الأولاد في أسر استرجلت فيها النساء، أو في مجتمع سُلب ذكوره الرجولة.
 
يقول صاحب الظلال: "إحدى وسائل الإسلام إلى إنشاء مجتمع نظيف هي الحيلولة دون هذه الاستثارة، وإبقاء الدافع الفطري العميق بين الجنسين سليماً وبقوته الطبيعية، دون استثارة مصطنعة، وتصريفه في موضعه المأمون النظيف. لقد شاع في وقت من الأوقات أن النظرة المباحة، والحديث الطليق، والاختلاط الميسور، والدعابة المرحة بين الجنسين، والاطلاع على مواضع الفتنة المخبوءة.. شاع أن كل هذا تنفيس وترويح، وإطلاق للرغبات الحبيسة، ووقاية من الكبت، ومن العقد النفسية، وتخفيف من حدة الضغط الجنسي، وما وراءه من اندفاع غير مأمون... الخ.
 
شاع هذا على إثر انتشار بعض النظريات المادية القائمة على تجريد الإنسان من خصائصه التي تفرقه من الحيوان، والرجوع به إلى القاعدة الحيوانية الغارقة في الطين! -وبخاصة نظرية فرويد- ولكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية، رأيت بعيني في أشد البلاد إباحية وتفلتاً من جميع القيود الاجتماعية والأخلاقية والدينية والإنسانية، ما يكذبها وينقضها من الأساس.
 
نعم.. شاهدت في البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي، والاختلاط الجنسي، بكل صوره وأشكاله، أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية وترويضها. إنما انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ والاندفاع! وشاهدت الأمراض النفسية والعقد التي كان مفهوما أنها لا تنشأ إلا من الحرمان، وإلا من التلهف على الجنس الآخر المحجوب، شاهدتها بوفرة ومعها الشذوذ الجنسي بكل أنواعه. ثمرة مباشرة للاختلاط الكامل الذي لا يقيده قيد ولا يقف عند حد؛ وللصداقات بين الجنسين تلك التي يباح معها كل شيء! وللأجسام العارية في الطريق، وللحركات المثيرة والنظرات الجاهرة، واللفتات الموقظة. وليس هنا مجال التفصيل وعرض الحوادث والشواهد. مما يدل بوضوح على ضرورة إعادة النظر في تلك النظريات التي كذبها الواقع المشهود .
 
إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق في التكوين الحيوي؛ لأن الله قد ناط به امتداد الحياة على هذه الأرض؛ وتحقيق الخلافة لهذا الإنسان فيها، فهو ميل دائم يسكن فترة ثم يعود، وإثارته في كل حين تزيد من عرامته؛ وتدفع به إلى الإفضاء المادي للحصول على الراحة، فإذا لم يتم هذا تعبت الأعصاب المستثارة"[11].
 
وبعد ذلك كله فإننا لاننكر أن يكون الشذوذ ظاهرة ربما عرضت لنفر منبوذ -لا يراعي للاختلاط حرمة- في مجتمع عربي! أما دعاة الفصل والنأي عن أسباب الفتنة فهم أبعد الناس عنه وأسلمهم منه، لكن ما نستهجنه محاولات تسويغ الدعوة إلى الاختلاط بدعاوى سمجة، بالإضافة إلى  تحليل أسباب ظاهرة الشذوذ في المجتمعات العربية تحليلاً سطحياً ساذجاً، يضحك به على البسطاء، ثم اقتراح عقار آخر يضاعف الداء،  بهدمهم لتدابير الإسلام الإيجابية كحضه على الزواج، وترخيصه –كالأديان قبله- في الإماء، وأمره بالصيام، وهتكهم لتدابير الإسلام الوقائية، كالسُتُر الحائلة دون اختلاط الرجال بالنساء.
 
وأخيراً إذا كان إنكار نحو دوران الأرض حول الشمس مثلاً يعد عند بعض المثقفين جهلاً يستدعي منهم نوع ازدراء لقائله باسم العلم والعقل مع أن كثيراً منهم لايملك التدليل عليه لجهله! فإن إنكار بعض المثقفين لأثر الاختلاط بين الجنسين على تأجيج الشهوات والإصابة بداء السعار الجنسي أمر يدعو للاشمئزاز من تلك العقول، المنكرة للفطرة والشعور الإنساني والواقع المشاهد!
 
 
------------------------------------
[1]  مأخوذ عن مقال لمروي مشالي، في الأهرام العربي وقد يُظن أن هذه النسبة مبالغ فيها، ولكن الدراسات تفيد أن نسبة 10% من مجموع السكان شذاذ [عن مركز أبحاث الحرم الجامعي للشذوذ بجامعة يوتا بولاية سالت لاك الأمريكية]، بالإضافة إلى 8% عندهم شذوذ "مزدوجي الجنس"، وهذه النسبة تعادل (18%) من مجموع السكان، ووفقاً لتعداد عام 2003م، فإن عدد هؤلاء يصل إلى ما يربو على الثنتين وخمسين مليونا. ومع ذلك فهؤلاء قلة إذا ما قورنوا بإحصاءات أخرى أشارت إلى عدد الذين مروا بتجارب مقيتة حيناً من الدهر.
[2] وقد نشرت قناة الجزيرة الإخبارية الخبر  بتاريخ 29/8/2001، محاكمة 52 بتهمة الشذوذ، وخصصت الأهرام العربي "حياة الناس" لهذا الحدث، في عددها 231، السبت 25/8/2001.
[3] الأهرام العربي "حياة الناس"، في عددها 231، السبت 25/8/2001.
[4]  الحوادث والأرقام السابقة مستقاة من مقال بعنوان: ثقافة الشذوذ أحدث منتج أمريكي، لمروي مشالي، نشر في حياة الناس من الأهرام العربي يوم السبت 6 جمادى الآخرة، 1422 الموافق 25 أغسطس 2001العدد رقم 231.
[5] نقلاً عن جريدة المحايد في عددها رقم 81 بتاريخ 18/1/1425، الموافق 9/3/2004م.
[6] عن موقع السي إن إن العربي
[7]  عن موقع السي إن إن العربي
[8] عن تقرير لمفكرة الإسلام بعنوان: حرية التردي وتقنين الفاحشة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان على الرابط التالي:
[9] ينظر إلى كل أب غيور، للشيخ عبدالله علوان، ص39.
[10] في ظلال القرآن، تفسير سورة الأعراف، الدرس الرابع الآيات 80-84 لقطات من قصة لوط .
[11] السابق، سورة النور: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .. )الآيات.

الاختلاط في التعليم

 

من قواعد الشرع المطهر أن الله سبحانه إذا حرم شيئاً حرم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه؛ تحقيقاً لتحريمه، ومنعاً من الوصول إليه أو القرب من حماه، والوقاية خير من اكتساب الإثم والوقوع في آثاره المضرة بالفرد والجماعة. ولو حرم الله أمراً وأبيحت الوسائل الموصلة إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم، وحاشا شريعة رب العالمين من ذلك. وفاحشة الزنى من أعظم الفواحش وأقبحها، وأشدها خطراً وضرراً وعاقبة على ضروريات الدين؛ ولهذا صار تحريم الزنى معلوماً من الدين بالضرورة (1) قال الله عز وجل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [سورة الإسراء: 32]، يقول العلامة السعدي رحمه الله: "والنهي عن قربان الزنى أبلغ من النهي عن مجرد فعله؛ لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه؛ فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه" (2).



لقد حرم الإسلام جميع الأسباب والطرق، وكل الدواعي والمقدمات التي تؤدي للوقوع في الفاحشة. ومن أعظم تلك المقدمات، وأخطر تلك الدعاوى: اختلاط النساء بالرجال، يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: "واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنى" (3)، ويقول سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: "إن الله تعالى جبل الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيئ ؛ لأن النفوس أمارة بالسوء، والهوى يعمي ويصم، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر" (4)، ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي ومن أعظم آثاره: الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنى الذي يفتك بالمجتمع، ويهدم قيمه وأخلاقه" (5)، ويقول فضيلة الشيخ ابن جبرين رحمه الله: "إن الاختلاط من أسباب وقوع الفساد وانتشار الزنى"، ولهذا حرم الإسلام الاختلاط؛ يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "والكتاب والسنة دلا على تحريم الاختلاط، وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه" (6)، ثم أورد سماحته عدداً من الأدلة من القرآن الكريم على ذلك (7)، كما أورد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم عليه رحمة الله عدداً من الأدلة من الكتاب على تحريم الاختلاط وبين وجه الدلالة منها (8).
 

أما من السنة فقد جاءت أحاديث صحيحة صريحة في تحريم الأسباب المفضية إلى الاختلاط وهتك سنة المباعدة بين الرجال والنساء ومنها: تحريم الدخول على الأجنبية والخلوة بها...، وتحريم سفر المرأة بلا محرم...، وتحريم النظر العمد من أي منهما إلى الآخر...، وتحريم دخول الرجال على النساء حتى الأحماء وهم أقارب الزوج ...، وتحريم مس الرجل بدن الأجنبية حتى المصافحة للسلام...، وتحريم تشبه أحدهما بالآخر (9).
 

إن من حرص الشارع على التباعد بين الرجال والنساء وعدم الاختلاط بينهم: أن رغب في ذلك حتى في أماكن العبادة كالصلاة التي يشعر المصلي فيها بأنه بين يدي ربه بعيداً عما يتعلق بالدنيا (10) فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها» (11)، وما ذاك إلا لقرب أول صفوف النساء من الرجال فكان شر الصفوف، ولبعد آخر صفوف النساء من الرجال فكان خير الصفوف (12)، قال الإمام النووي رحمه الله: "وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن عن مخالطة الرجال وذم أول صفوفهن لعكس ذلك" (13).
 

وعندما خرج رسول الله من المسجد فرأى اختلاط الرجال بالنساء في الطريق قال عليه الصلاة والسلام للنساء: «استأخرن فإنه ليس لَكُنّ أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق» (14)، فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها يتعلق بالجدار من لصوقها وعلى هذا سارت نساء المسلمين، لاعهد لهن بالاختلاط بالرجال حتى حدثت أول شرارة لذلك في التعليم من خلال المدارس الأجنبية.
 

إن جذور الاختلاط في التعليم بين الجنسين في الدول الإسلامية ترجع لقدوم المدارس والجامعات الأجنبية "التنصيرية" إلى بعض بلاد المسلمين التي ما لبثت مع مرور الزمان أن تحولت إلى مدارس وجامعات مختلطة بين الطلاب والطالبات بعد أن كانت غير مختلطة في بداية إنشائها .
 
ثم كانت الدعوة لاختلاط الجنسين في المدارس والجامعات على أيدي بعض أبناء المسلمين ممن افتتنوا بما لدى الكفار من تقدم علمي؛ فظنوا أن هذا من آثار الاختلاط فرفعوا راياتهم منادين ومدافعين عن الاختلاط.
 

بدأ الاختلاط في دور التعليم والجامعات في بلاد المسلمين منذ نحو قرن من الزمان، ولم يكتمل القرن الماضي الهجري إلا وأغلب الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس في ديار المسلمين مختلطة وسلمت بعض بلاد المسلمين من الاختلاط في دور التعليم منها: بلاد الحرمين زادها الله تمسكاً بشرعه؛ حيث نصت المادة (155) من وثيقة سياسة التعليم الصادرة في عام 1390ه على الآتي:
 
"يمنع الاختلاط بين البنين والبنات في جميع مراحل التعليم إلا في دور الحضانة ورياض الأطفال" (15).
 
وهي بهذه السياسية التي رسمتها لنفسها من عدم الاختلاط في مراحل التعليم، والتي تستمدها من أحكام الإسلام قد سلمت من الآثار السلبية للاختلاط، والتي تعاني منها جل البلاد التي يوجد بها الاختلاط إسلامية كانت أو غير إسلامية.
 

هذا ويمكن أن نوجز أهم تلك الآثار السلبية للاختلاط في النقاط الآتية:
 
1- ارتكاب الفواحش، وفعل القبائح:
في دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً (بالحرام) وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية (الزنى) والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة (16).
 
وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً (48%) من تلميذات إحدى المدارس الثانوية (17).
 
هذه هي ثمار التعليم المختلط الزنى بالرضى أو الإكراه، ثم الحمل منه، ثم الإجهاض أو ولادة الأطفال اللقطاء، ثم الانحرافات السلوكية لهؤلاء الأطفال، ثم الجرائم العدوانية لهم كباراً. وهكذا في سلسلة طويلة من المشاكل الأخلاقية، والأخطار الأمنية التي تكلف المجتمع كثيراً.
 

2- تخنث الرجال واسترجال النساء:
عندما يختلط الذكور والإناث في المدارس والجامعات يأخذ كل جنس من صفات وأخلاق الآخر؛ فيتخنث الرجال ويسترجل النساء وهذا مالاحظه المسؤولون عن التعليم؛ فقد أعلن وزير التعليم الفلبيني "ريكارد جلوديا" أنه يرغب في تعيين عددٍ أكبر من المدرسين الذكور لتدريس التلاميذ الذكور؛ حتى يتحلوا بصفات الرجولة بدلاً من الصفات الأنثوية التي يكتسبونها من مدرساتهم (18).
 
كما أن اختلاط الطلاب بالطالبات في المدارس يؤدي إلى استرجال النساء ففي الدراسة التي أعدتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين اتضح أن السلوك العدواني يزداد لدى الفتيات اللائي يدرسن في مدارس مختلطة (19)، وتخنث الرجال يقضي على الرجولة لديهم، فيصاب بعضهم برقة وميوعة قد تتجاوز ذلك إلى التشبه بالنساء، كما أن استرجال المرأة يجعلها تفقد حياءها الذي هو بمثابة السياج المنيع لصيانتها وحفظها، ثم تتدرج إلى محاكاة الرجال في تصرفاتهم وأفعالهم ونتيجة ذلك النهائية الشذوذ في كلا الجنسين واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء كما هو الواقع في كثير من البلاد التي كثر فيها الاختلاط والمسترجلات من النساء المتشبهات بالرجال. والمخنثون من الرجال المتشبهون بالنساء ملعونون على لسان رسول الله ففي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: «لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء» (20)، وفي حديث آخر: «لعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء» (21).
 

3- انخفاض مستوى الذكاء:
تبين من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كل من مدارس ألمانيا الغربية وبريطانيا انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة، واستمرار تدهور هذا المستوى وعلى العكس من ذلك تبين أن مدارس الجنس الواحد (غير المختلطة) يرتفع الذكاء بين طلابها (22).
 

4- ضعف الإبداع ومحدودية المواهب:
في دراسة أجراها معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في بون بألمانيا تبين منها: أن تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لايتمتعون بقدرات إبداعية، وهم محدودو المواهب، قليلو الهوايات، وأنه على العكس من ذلك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد (غير المختلطة) (23) والسبب في ذلك انشغال كل جنس بالآخر عن الإبداع والابتكار.
 

5- إعاقة التفوق الدراسي:
لاحظ المختصون التربويون أن الاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس يعوق التفوق الدراسي؛ فعمدوا إلى فصلهم في عدد من المدارس كتجربة فماذا كانت النتيجة؟، كشفت النتيجة أن البنين عندما يتم فصلهم عن البنات... يحققون نتائج أفضل في شهادة الثانوية العامة وأثبتت التجربة الفعلية والنتائج التي أسفرت عنها: أن عدد البنين الذين نالوا درجات مرتفعة تزايد أربع مرات على ماكان سيكون عليه الحال لو أن الفصل كان مختلطاً (24).
 
وقد أظهرت دراسة بمعهد "كيل" بألمانيا أنه عندما حدث انفصال... كانت البنات أكثر انتباهاً، وأصبحت درجاتهن أفضل كثيراً (25).
 

6- قتل روح المنافسة:
ذكرت الدكتورة "كاولس شوستر" خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس في المدارس (البنين في مدارس البنين والبنات في مدارس البنات)، يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع (26).
 

بعد ذكر هذه الآثار السلبية لاختلاط الطلاب بالطالبات في المدارس والجامعات التي هي قليل من كثير بقى الرد على قضية تطرح بين الفينة والأخرى قد يظن أنه لاعلاقة لها بالاختلاط في التعليم وهي مهدها وأساسها تلكم القضية هي "تعليم النساء للبنين في الصف الأول والثاني الابتدائي"، وقد رد على هذه القضية كثير من التربويين رجالاً ونساءً ممن عملوا في سلك التربية والتعليم، كما رد عليها العلماء والمشايخ حفظهم الله تعالى.
 

يقول سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
 
"أرى من واجبي التنبيه على ما في هذا الاقتراح من الأضرار والعواقب الوخيمة... وذلك أن تولي النساء تعليم الصبيان في المرحلة الابتدائية يفضي إلى اختلاطهن بالمراهقين والبالغين من الأولاد الذكور؛ لأن بعض الأولاد لايلتحق بالمرحلة الابتدائية إلا وهو مراهق وقد يكون بعضهم بالغاً؛ ولأن الصبي إذا بلغ العشر يعتبر مراهقاً ويميل بطبعه إلى النساء؛ لأن مثله يمكن أن يتزوج، ويفعل ما يفعله الرجال. وهناك أمر آخر وهو أن تعليم النساء للصبيان في المرحلة الابتدائية يفضي إلى الاختلاط، ثم يمتد ذلك إلى المراحل الأخرى فهو فتح لباب الاختلاط في جميع المراحل بلا شك" (27).
 
قلت: فليتنبه لما قاله سماحة الشيخ من يدعو إلى تعليم النساء للبنين في الصف الأول والثاني الابتدائي، وليعلم أنه بدعوته تلك يفتح باب الاختلاط في جميع المراحل ولو بعد حين.
 

بقي أن يقال: ما ذكره معالي الشيخ الدكتور- صالح بن عبدالله بن حميد من أن التربية لباس يفصل على قامة الأمة، متسق مع تعاليمها وآدابها وأهدافها التي تعيش من أجلها، وتموت في سبيلها... لباس منسجم مع مبادئها ومعتقداتها وتاريخها... وأن التربية ليست عملية بيع وشراء، وليست بضاعة تصدر أو تستورد، وأن الأمم لتخسر أكثر مما تكسب حينما تعمد في تربيتها لناشئتها ورسمها لمناهجها على استيراد المناهج ووضع الخطط بعيداً عن أصالتها ومبادئها وتاريخها (28).
 

_____________________________
 
المراجع:
1- حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد ص(112) من الطبعة الرابعة.
2- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة السعدي، ص(457).
3- الطرق الحكمية ابن القيم، ص(326).
4- فتاوى ورسائل سماحته (10-12،13) نقلاً من فتاوى الخلوة والاختلاط لأشرف عبدالمقصود.
5- خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله للشيخ ابن باز، ص (2).
6- خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله للشيخ ابن باز، ص (3).
7- انظر: كتاب سماحته خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله من، ص (3) وحتى، ص (6).
8- انظر: فتاوى الخلوة والاختلاط لأشرف عبدالمقصود من ص (28) إلى ص (32).
9- انظر: كتاب حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد ص(101)(102) من الطبعة الرابعة.
10- فتاوى الخلوة والاختلاط لأشرف عبدالمقصود، ص (4140.)
11- أخرجه مسلم في صحيحه.
12- فتاوى النظر والخلوة والاختلاط من إجابة الشيخ ابن عثيمين، ص (2928).
13- شرح صحيح مسلم للإمام النووي، ج (4، ص159).
14- أخرجه أبو داود وحسنه الألباني برقم (4392) في صحيح سنن أبي داود.
15- تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية خلال مائة عام (1319 1419)، ص (226).
16- الغرب يتراجع عن الاختلاط- بفرلي شو- ترجمة د. وجيه عبدالرحمن ص(8).
17- المرأة المسلمة- وهبي غاوجي ص(238).
18- مجلة المعرفة.
19- الغرب يتراجع عن التعليم المخلط ص(8).
20- أخرجه البخاري.
21- أخرجه البخاري.
22- الغرب يتراجع عن التعليم المخلط ص (87).
23- المصدر السابق.
24- المعرفة شوال 1417هـ.
25- المعرفة رمضان 1419هـ.
26- الغرب يتراجع عن التعليم المخلط ص(7).
27- المعرفة شوال 1418هـ.
28- المعرفة رجب 1417هـ.
 

الموز مجموعة عناصر للمحافظة على الشباب

 

يعتبر الموز من أهم الفواكه التي يتناولها الإنسان وذلك لفوائده العديدة نذكر منها:
1- مضاد بإذن الله تعالى للشيخوخة.
2- يزود الجسم بالطاقة.
3- يزود الجسم بالفيتامينات (A) و(B).
4- غني بالأملاح المعدنية.
5- يساعد على خفض ضغط الدم.
6- يساعد على نمو الدماغ.
7- يساعد على مكافحة القرحة الهضمية.

هرمون (الميلاتونين) أقام الدنيا ولم يقعدها عندما تم طرحه كدواء مضاد للشيخوخة واستبقاء الحيوية والشباب عمرا أطول فقد كشفت دراسة علمية أن ثمار الموز هي الفاكهة التي يمكن الاعتماد عليها كبديل لهذا الدواء, حيث تتميز ثمار الموز بغناها بهذا الهرمون.
ويقول الباحث المصري بجامعة المنصورة الدكتور محمود درويش لـ (الشرق الأوسط): إن ثمار الموز ليست غنية فقط بالميلاتونين الذي يعد ترياق الصحة والشباب بل إن ثمار الموز الناضجة تعد مصدرا غنيا بالمغذيات والسكريات السهلة الامتصاص ولذلك فهذه الثمار مولدة للطاقة وباعثة للحيوية ويمكن الاعتماد عليها في النظم الغذائية الهادفة للحيوية ورشاقة الجسم مؤكدا أن مؤهلات الموز تسمح له بذلك نظرا لاحتوائه على فيتامين (B2) كما انه ضروري لانطلاق الطاقة في خلايا الجسم من الدهون والكربوهيدرات والبروتين كما انه ضروري أيضاً لامتصاص الحديد وبناء الهيموجلوبين الدموي, إضافة إلى ذلك فان لفيتامين (B2) فوائد صحية للجلد والبصر. ويذكر الأطباء أن ثمار الموز سماها القدماء (طعام الفلاسفة) لأنه كان غذاء أساسياً عند علماء الهند وفلاسفتها القدامى مؤكدا أن نشا الموز لا نظير له في الفواكه أو النشويات, إذ ينفرد نشاء ثمار الموز بأنه لا يتم تخزينه في الجسم فتناول الكثير منه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن ومن هذا المنطلق ظهرت الوصفات الغذائية التي تضمن الموز كعنصر أساسي لأي نظام غذائي لثبات وزن الجسم والحفاظ على الرشاقة وصفاء الذهن, مشيرا إلى أن هذه الميزة التي تتمتع بها ثمار الموز لا مثيل لها في أي غذاء سوى البطاطا وان الفرق الوحيد أن الموز فاكهة والبطاطا تنتسب إلى الخضراوات فضلا عن أنها درنات من جذور النبات. ويرصد الدكتور محمود درويش فوائد طبية أخرى للموز في أن ثمرته هي الثمرة الوحيدة التي تؤكل نية لمرضى قرحة المعدة, كما أنها تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع ويؤهل ثمار الموز لهذه الوظيفة احتواء الثمار على نسبة عالية من البوتاسيوم مصاحبا لها كمية قليلة من الصوديوم, كما أن الموز مضاد للحموضة ويرجع ذلك لاحتواء الثمار على نسبة عالية من الأملاح الكلوية التي تعادل حموضة المعدة, علاوة على أن تناول ثمار الموز مهم في حالات سوء التغذية ونقص الفيتامينات وذلك عند تناوله باستمرار مع نظام غذائي معين.
ويؤكد أن التركيب البيوكيميائي لثمار الموز يتضمن 24 في المائة منه كربوهيدرات و2 في المائة بروتينا و4ر0 في المائة دهونا و5ر0 في المائة أليافاً و57 في المائة ماء, أما الفيتامينات فيحتوي الموز على 430 وحدة دولية من فيتامين (A) و09ر0 ملليجرام من فيتامين (B1) و06ر0 مللجرام من فيتامين (B2) و10 ملليجرامات من فيتامين (C) إلى جانب 420 ملليجرام بوتاسيوم و8 ملليجرامات كالسيوم و31 ملليجرام منجنيز و46ر0 ملليجرام مغنسيوم و28 ملليجرام فوسفور بخلاف عدد من الأحماض المهمة للجسم. 
 

هل يجوز تهنئة مسلم لمسلم آخر بالعام الميلادي؟

السؤال:
هل يجوز تهنئة مسلم لمسلم آخر بالعام الميلادي؟

الجواب:
لا يجوز؛ ليس هو تاريخنا، ولا معنى أن يهنئ بعضنا بعضًـــا به.


حكم التهنئة بالكريسماس وأعياد الكفار

 

قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:

تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة، حيث قال: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات، وهو بمنزلة أن تُهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّـأ عبد بمعصية أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه. انتهى كلامه - رحمه الله - .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورِضىً به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك، كما قال تعالى: ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ). وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.

وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك، لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).

وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا، أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم". قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ": مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء. انتهى كلامه - رحمه الله - .

ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مُجاملة أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المُداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم.

والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم. إنه قويٌّ عزيز.


Aujourd'hui sont déjà 1 visiteurs (37 hits) Ici!
 
welcome to web fadwa
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement